الأنساب بين نفيها عن النساء وإلحاقها بالرجال
الكلمات المفتاحية:
أنساب - نفي - إلحاق - رجال- نساءالملخص
النسب أقوى الدعائم التي تقوم عليها الأسرة ويرتبط به أفراد لها برباط دائم من القرابة والمودة والرحمة، وهو نعمة من نعم الله تعالى الذي لولا رابطة النسب لتفرقت أواصر الأسرة ولتقاطعت الصلة بين أفرادها. ولقد امتن الله عز وجل على عباده بالنسب قال تعالى (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ). وقد عنيت الشريعة الإسلامية به وسعت لحفظه وصونه حتى جعلته من الكليات الخمس التي لا قيام لحياة الناس بدونها، فحفظ النسل أحد الكليات الخمس التي هي الدين ، النفس ، العقل ، المال .
وللنسب أسباب شرعية يثبت به، وهو يثبت بالزواج الشرعي الذي تحققت أركانه وشروطه وانتفت موانعه، ولا يمكن للنسب أن يثبت بطريق الزنا والحرام لأنه نعمة لا تنال بمحظور. وفي سبيل صون الانساب حرم الإسلام التبني ولا يثبت نسبة من تبناه لأنه ليس ابنه الحقيقي ولا يمكن أن يثبت النسب بعقد باطل فقد أحد اركانه لأنه في حكم العدم، ومتى تحقق نسبه قامت عليه حقوق وترتبت عليه واجبات وأمور، كحق الرضاع وحضانة الطفل والنفقة عليه، ويثبت حقه في ترك موروثه وتسقط بعض الحدود لقيام الشبهة كحد السرقة والقذف. وبثبوت النسب تبرز أحكام خاصة بالنكاح والتحريم، كحرمه نكاح المحارم، وحقوق اجتماعية تتلخص في واجب بر الوالدين وصلة الرحم وحق القرابة. والنسب أيضًا حق من الحقوق الشرعية التي تتعلق بها حقوق مشتركة فيدخل حق الله وحقوق أطراف النسب وهم: الأب والأم والولد، ووجه ثبوت النسب حق لله تعالى لأنه يتصل بحرمات أوجب الله رعايتها، وهذه الرعاية لا تأتي إلا بالمحافظة على الأنساب، قال تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).