حكم عادة تحرِّي الصعود على جبل الرَّحمة في الفِقْه الإسلامي (العبادات)

المؤلفون

  • ليلى حسن محمد كلِّيَّة العلوم الإسلاميَّة جامعة بغداد
  • نادية صباح حسين شلال ديوان الوقف السُّنِّ ي/دائرة التَّعليم الديني والدراسات الإسلاميَّة/ثانويَّةحفصة بنت سيرين

الكلمات المفتاحية:

عادة، تحرِّي، الصُّعود، على جبل الرَّحمة، العبادات

الملخص

قدِ افتُتنتْ عامَّةُ النَّاس بهذا الجبل في زماننا وأخطؤوا في أشياء منْ أمره، منها: إنَّهم جعلوا الجبلَ هو الأصل في الوقوف بعرَفات، فهم بذِكْره مشغوفون، وعليه دون باقي بقاعها يحرصون، وذلك خطأٌ منهم، وإنَّما أفضلُها موقفُ رسولِ الله ﷺ عند الصَّخَرات عن يسار الجبل كما سيأتي بيانه.

والوقوف في عرفة من أهم شروط عبادات الحج ومناسكه، فالعبادة: اسمٌ جامع لكلِّ ما يُحبُّه الله ويرضاه من الأقْوال والأعمال الباطِنة والظَّاهرة، فالصَّلاة والزَّكاة والصِّيام والحج وصِدق الحديث وأداء الأمانة وبرُّ الوالِدَين وصِلَة الأرْحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروفِ والنَّهْي عَن المُنكر والجهاد للكفَّار والمُنافقينَ والإحْسان للجار واليتيم والمسكين وابن السَّبِيل والمملوك من الآدَمِيِّين والبهائم والدُّعاء والذِّكر والقِراءة... وأمثالُ ذلك مِن العِبادات المعظِّمة لجناب الله عزَّ وجلَّ وطاعته بغاية التَّعظيم. وكذلك حبُّ الله ورسُوله، وخشية الله والإنابة إليْه، وإخلاص الدِّين له، والصَّبْر لحكمه، والشُّكْر لنِعَمه، والرِّضا بقَضائِه، والتَّوكُّل عليْه، والرَّجاء لرحْمَتِه، والخَوْف من عذابه... وأمثال ذلك هِيَ منَ العِبادة لله عزَّ وجلَّ.

ولجبل عرفة عدَّة أسماء شائعة بين النَّاس، كما أنَّ للوقوف عليه حكَم من بديع المعاني كتشبيه الوقوف فيه بالوُقوف بين يدَي الله سُبحانه وتعالى يوم القيامة حُفاة عُراة مكشوفينَ مناجين الله عزَّ وجلَّ.

وقد وقيل في أصل هذه العادة عدَّة أقوال، منها توافي حوَّاء وآدم عنده فيما يروون، أو اجتماع الخضِر وإلياس فيه كل سنة كذلك، وقيل غير ذلك.

ثمَّ نذكر في هذا البحث أقوال مذاهب العلماء في كراهته أو استحبابه، لينتهي الرَّأي الرَّاجح عندنا إلى عدم استحباب تعمُّد الصُّعود إليه إن كان الاعتقاد عند النَّاس إلى أنَّه لا يصح الوقوف إلَّا فيه، واستحباب الوقوف عند الصخرات أسفل جبل الرَّحمة حيث كان موقف رسول الله ﷺ فيه، والله تعالى أعلم.

التنزيلات

منشور

2022-11-30