ضوابط تنزيل الآيات القرآنية على الواقع والعلوم الضرورية التي يحتاجها المفسر في تطبيقها

الملخص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

إن الملابسات والأحوال التي نزل عليها القرآن ليعالجها، أو يكشف حقيقتها، أو يقومها ويوجهها تشمل عصر التنزيل وكل واقع وحادث لاحق، وأنه ما من واقعة ولا حادثة إلا وفي كتاب الله سبيل علاجها، لدخولها في معنى الآية وتضمن الآية لحكمها.

إن قضية التنزيل تعد من قبيل القول بالرأي الذي طريقه القياس والتمثيل، فإن كان الرأي مذموما رد وعد من التنزيل المذموم، وإن كان غير ذلك فإنه يقبل بضوابط معينة.

أهمية الدراسة

تكمن أهمية البحث في النقاط الآتية:

تتجلى أهمية الموضوع  في كون البحث يتطرق لمسائل تتعلق بكتاب الله وتفسيره.

بيان أنّ الكشف عن أسرار القرآن الكريم منزلة رفيعة لا يتأتى إلا لمن كان عنده دقة في الفهم ودربة على الاستنباط لاستخراج معانيه الدقيقة وفوائده الخفية.

إنّ ضبط موضوع تنزيل الآيات على الواقع وجمع من قواعده يُكسب علوم القرآن وعلوم التفسير وعلم الفقه بالذات تجديداً ومعاصرة فيكمل هذا العلم دوره الحقيقي الذي صنف من أجله.

أهداف الدراسة

إغلاق الباب أمام من يتجرأ على تنزيل الآيات على الواقع في غير موضعها تبعا لجهله، أو تعصبا لمذهبه، أو التقليد الأعمى؛ وذلك ببيان أبرز ضوابط تنزيل الآيات على الواقع.

الحاجة الملحة للمسلمين في العصر الراهن إلى العودة إلى القرآن الكريم وقراءته والتأمل فيه واستنباط الأحكام وفهمه وتطبيقه من أجل تقويم ما ظهر من اعوجاج في فهم السلوك والأخلاق.

زيادة توضيح معاني الآيات وتقريبها من الأفهام والعقول؛ لأن تطبيق معنى الآية على واقع يراه الناس بأعينهم يزيد من وعيهم ومعرفتهم بها، وفهم معناها وثباتها في أذهانهم.

تصحيح مسار تنزيل الآيات على الواقع، والاتِّجاه به نحو الاستفادة من هدي القرآن الكريم في شتَّى شؤون الحياة.

لفت الأنظار إلى ضرورة التدبر المستمر لكتاب الله تعالى، وتعزيز ثقة المؤمنين بدينهم وكتاب ربهم سبحانه.

 وتربية الأجيال على العيش في جو قرآني والعناية بتوجيهاته وهداياته.

ويتكون هذا البحث إلى مقدمة ومبحثين: وهو كالآتي:

 تناول المبحث الأول: مراعاة مدلول علوم الآلة.

 وتناول المبحث الثاني: العلوم الضرورية التي يحتاجها المفسر والتي يجب أن يكون على دراية بها.