مقاصد الشَّريعة في المساواة في القرآن الكريم
الكلمات المفتاحية:
مقاصد، الشَّريعة، في المساواة، القرآن، الكريمالملخص
فإنَّ لمقاصد الشَّريعة قيمة عُظمى, ترتبط بعِظم وجلال قاصدِها, وعِلمه بما يحقِّق لعباده المصالح الكُبرى, فلأجلها شرِّعت الأحكام, وبُيِّن الحلال مِن الحرام, وللمقاصد أهمِّية لا تخفى, تتَّضح ببيان مدى الحاجة إليها, فالمجتهدُ بحاجة لمعرفة مقاصد ربِّه, ليستعين بها على استنباط الأحكام للنَّوازل المستجدات, والتَّرجيح بين الأحكام المتعارِضات, وكذلك المكلَّف بحاجة لمعرفة المقاصد, ففيها صلاحُ أمرِ دنياه, ونجاته في معاده وأخراه, فمعرفتها تبيِّن للعبد السُّبل القويمة, الموصلة إلى الغاية السليمة.
ولهذه الأسباب, ولكون البحث في كتاب الله عزَّ وجلَّ شرف عظيم, آثرتُ أن أبحث المقاصد المساواة في القرآن الكريم ، فقمتُ باستقراء الآيات التي شرِّعت لمقصد من مقاصد الشَّريعة، ثمَّ تتبَّعت ما قاله العلماءُ عن هذه الآيات من حِكَم, ثمَّ استنبطت مقصد كلِّ آية بما فتح اللهُ عليَّ به, وذكرته في نهاية تطبيق الآية بقولي: فالمقصد من الآية... كذا، وذكرت المقصد في نهاية تطبيق هذه الآياتِ بقولي: فالمقصد من الآيات... كذا.
إنَّ كلمة المساواة في الإسلام تعني: إنَّ المسلمين متساوون أمام الشَّرع في أحكامه وتكاليفه، فهو دين لا يعرف التَّفريق ما بين شريف ووضيع فيما يتعلق بالحدود، ولا يفرِّق أيضًا ما بين الرَّجل والمرأة، ويعاقب كلًّا منهما بما يستحقه من جلد أو رجم، والسُّنَّة النَّبويَّة الشَّريفة مليئة بالأحاديث العمليَّة عن ذلك.
فالمساواة مِن أعظم مبادئ الإسلام الخالدة التي ركَّز عليها الإسلامُ في الدَّعوة إليها وضبطها، ووضع لها قوانين تُفهم على ضوئها، حتَّى لا يُساء فهمها، وتوضع في موضعها الأنسب، وهي في عمقها جزءٌ من دين الإسلام الذي هو نظام الحياة، الذي ترجع إليه كلُّ المبادئ العامَّة، وتفهم على ضوئه كلُّ الأحكام الشَّرعيَّة، وفي هذا السِّياق لا يليق بنا أنْ ندعو إلى مساواة فوق شريعة الإسلام، أو أن ندعو إلى مساواة بلا إسلام، لأنَّ الإسلامَ شريعةٌ ربَّانيَّة تشمل أحكامها جميع مجالات الحياة.
والمساواة هي صورة ملازمة للمُجتمع الإسلامي عكس الشُّعوب الأُخرى كان التَّقسيم الطَّبَقي سائدًا في تلك المجتمعات، حيث كانت التَّفرقة تستند على الجنس واللَّون، والغني والفقير، والقوي والضَّعيف، والحرِّيَّة والعبوديَّة.
والحمد لله أوَّلًا وآخرًا، لا رب سواه.