الأوضاع العامة في ماليزيا 1995 – 2015 ( دراسة تاريخية)

الملخص

       تتناول هذه الدراسة الأوضاع العامة في ماليزيا في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمدة من (1995-2015)، والتي تضمنت احداثاً كبيرة مرت بها البلاد، وكان آنذاك مهاتير محمد رئيساً للوزراء حتى عام 2003، فعمل على رسم منهجاً يكاد يكون فريداً لنهضة ماليزيا من دولة زراعية فقيرة إلى أخرى أصبحت في مصاف الدول الحديثة والمتطورة، عن طريق الخطط والبرامج التنموية الرائدة التي اتبعها، لاسيما ابان الازمة الاقتصادية التي عصفت بدول جنوب شرق آسيا في عامي1997-1998، فضلاً عن نجاحاته السياسية وتوحيدهُ للمجتمع الماليزي المتنوع عرقياً ودينياً وقومياً، وجاء بعدهُ الى السلطة عبد الله بدوي للمدة من 2003 حتى عام 2009 الذي سار على نهج سلفه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ثم رئيس الوزراء نجيب تون عبد الرزاق من 2009 حتى عام 2020، استطاعت ماليزيا خلال رئاسته ان تخطو خطوات سريعة في اتجاه التحديث في جوانب الحياة المختلفة .

تعد مدة بقاء رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد في السلطة أطول مدة حكم لرئيس وزراء في جنوب شرق اسيا مقارنةً بمعاصريه من السياسيين، وهذا مؤشر على مدى الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تمتعت به البلاد من خلال الاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية من جهة، ورغبة الماليزيين اليه من جهة أخرى لما قدم من خدمات جليلة لبلاده. ان اصلاح النظام التعليمي وتطويره وجعله الركيزة التي تستند عليها الدولة في نهوضها، أدى بالتالي الى تثقيف الشعب، وان يؤتي بثماره لاحقاً بتحويل ماليزيا من بلد زراعي متخلف، الى بلد يحتل مكانة مرموقة ضمن البلدان الصاعدة.