نقد الفكر السياسي الإسلامي عادل ظاهر أنموذجاً

الملخص

خلال فترة ما يعرف بـ ( الربيع العربي ) كان للحركات الإسلامية ( الجهادية )  دوراً بارزاً في اشعال فتيل الأحداث التي أدت الى انهيار وتغيير العديد من أنظمة الحكم في العالم العربي  وقد كان لتصاعد هذه الحركات بكافة مسمياتها الدور الفاعل والأكثر تطرفاً في المشهد السياسي العربي  ما أثّر بشكل سلبي في محاولات التغيير التي كانت مُزمعة من قبل أنظمة تلك البلدان التي كان من المفترض انها تتبنى فكراً علمانياً مدنياً , وقد أسهمت تلك المنظمات والحركات المُمولة تمويلاً جيداً بتسنم سدة الحكم كما في مصر أو في الكثير من المناطق التي سيطرت عليها تلك الحركات كما في سوريا والتي أسفرت عن نماذج من الإستبداد والتعسف السياسي والإجتماعي والثقافي وتعطيل عام لكافة أمكانيات التحوّل الديمقراطي الذي تنشدهُ شعوب المنطقة منذ أزمنة , علماً أن هذه الحركات والتنظيمات التي تبنت فكراً تكفيراً إستقصائياً لم تكن وليدة اليوم بل كانت نِتاج متغيرات سياسية واجتماعية وثقافية حدثت في عشرينات القرن الماضي في مصر وانتشرت في بقية البلدان , ما أدى الى تراجع كبير في الفِكر العلماني لحساب الفِكر السياسي الديني في العالم العربي والذي أدى بدوره الى تفشي العديد من الأفكار السياسية ذات البُعد الديني لدى الكثير من الطبقات الإجتماعية في مختلف البلدان العربية.         وفق هذه الرؤية نقدم نقد عادل ظاهر لفكر الإسلام الاصولي كأنموذج لفكر عربي تميز بنقده لأطروحات الإسلام السياسي وفق أسس فلسفية علَمانية اعتمد فيها أسبقية وأولية العقل الذي لا يحده سقف , إنه الأداة التي تعتمد على نفسها بنفسها والتي لا تعترف بمرجعية الموروث الديني الذي لم يعد قادر على حل المستجدات والوقائع الجديدة .