الخلاف بين النحويين في كتاب النملية لـعبد الكمال التراونيكي

الملخص

        يروم هذا البحث بيان الخلاف بين النحويين في استعمال الألفاظ التي ذكرها عبد الكمال التراونيكي في كتابه النملية ، فنشأت نتيجة هذا الخلاف عدة مدارس أشهرها المدرسة البصرية والمدرسة الكوفية،  فالبصريون كانوا أهل قاعدة وأصل ؛ لذلك فقد أخذوا اللغة عن الأعراب من بوادي نجد والحجاز وتهامة، أمّا الكوفيون فقد أخذوها من عموم القبائل العربية ؛ لذلك نجد عندهم الألفاظ الشاذة التي لا يستعملها العرب، فضلًا عن أن البصريين يفسرون الظواهر اللغوية في القرآن الكريم بأفصح لغات العرب وهم يعدّون الذي لا يأتي على القياس مما يسمع ويحفظ ولا يقاس عليه، أمّا الكوفيون فإنهم يعتمدون السماع أكثر من القياس، كلُّ هذا أدى إلى ظهور الخلافات بين البصريين والكوفيين.

       إنّ هذا الاختلاف بين النحويين جعل الكلمة تكون في موضع خلاف بين النحويين فمنهم من يجعلها مرفوعة ومنهم من يجعلها منصوبة ومنهم من يجعلها مجرورة بل وبعض النحويين يجعل الكلمة فعلًا وبعضهم يجعلها اسمًا كما سأبين في المبحث الأول ؛ لهذا فإن هذا الخلاف أظهر لنا مدراس عديدة كالمدرسة البصرية والمدرسة الكوفية وغيرهما من المدارس.