جريمة التهديد الالكتروني في الفضاء الافتراضي في القانون العراقي

الملخص

            تعتبر جريمة الابتزاز او التهديد الالكتروني عبر الفضاء الافتراضي من الجرائم الخطيرة التي تحتاج وتتطلب تظافر جميع الجهود الامنية والقضائية من اجل اتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة لمكافحتها والقضاء على اثارها الخطيرة على المجتمع العراقي وذلك لكون ان هذا النوع من الجرائم بدأ ينتشر بصورة كبيرة ومتزايدة في المجتمع العراقي خصوصا مع ظهور التكنولوجيا الحديثة من الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة ايضا المرتبطة بشبكة الانترنت الى جانب برامج ومواقع التواصل الاجتماعي بصورها المختلفة والمتعددة اذ ان جريمة الابتزاز او التهديد الالكتروني في الفضاء الافتراضي بدأت تشكل تهديد حقيقي واضح على الافراد في المجتمع العراقي لان هذه الجريمة من شانها المساس بحرمة الافراد الخاصة وحرمة اسرارهم واسرار عوائلهم ومنازلهم ومن شانها ايضا ان تترك الخوف والترويع في نفس الفرد عندما يتم تهديده عبر الانترنت بالصور او المعلومات او البيانات او مقاطع الفديو الخاصة به او بأحد افراد عائلته لاسباب مختلفة مما يشعر هولاء الافراد بعدم الامان وغياب الثقة لديهم ، وقد عالج المشرع العراقي جريمة التهديد بصورته التقليدية في قانون العقوبات العراقي رقم (111) لسنة 1969 المعدل في المواد ( 430 - 431 - 432 ) منه والتي سنسلط الضوء عليها لكونها تشكل المبادئ العامة التي يطبقها القضاء العراقي بنطاق جريمة الابتزاز او التهديد الالكتروني في الفضاء الافتراضي من اجل اضفاء الحماية الجنائية من افعال وسلوكيات الابتزاز والتخويف والضغط التي تقترف من قبل الجناة عبر شبكة الانترنت او عبر مواقع التواصل الاجتماعي او عبر الهواتف الذكية المحمولة او الحواسيب التي من شأنها تخويف وتهديد وتوريع الافراد وعوائلهم واعتبارهم وشرفهم وسمعتهم ومكانتهم الخاصة كذلك وترويعهم والقاء الخوف والرعب في نفوسهم بالحاق الاذى بهم .