أثرُ آراء سيبويه الصوتية في التبيان في تفسيرِ القرآن للشيخ الطوسي ت(460)هـ
الكلمات المفتاحية:
صكت وجهها ولطمت عليهالملخص
ارتبطَ الدَرسُ الصَوتي بنشأةِ الدراسات اللغوية العربية ، فكانت الدراسة مرتبطة بطبيعة الحال بالدراسات اللغوية والنحوية منذ بواكيرها الأولى .
ويجد المختصُّ في الدراسة الصوتية أن أصولها جاءت في مقدمة كتاب الخليل بن احمد الفراهيدي (ت175هـ) وتلميذه سيبويه من الذين اهتموا بلفظ الصوت وبمخارج الحروف ؛ عندما تتراصف في الكلمة لتكون الجمل. ونجد النسج القرآني الصوتي متضامن في الشكل والجوهر والمضمون ، وفي الحَرَكات والسَكنات والمَدات والغُنّات والإدغام، فالسامع يجد نفسه ازاء لحن غريب لا يجدها في أي كلام آخر . فقط مع القرآن تكون دائماً مع لحن متنوع و متجدد ؛ وفي أوضاع مختلفة بين تنبيه ووعيد وسرد قصصي وما إلى ذلك من أنواع الإعجاز القرآني في بلاغته ونظمه .
وقد تأثر الطوسي (ت460 ه) برأي سيبويه بشكل مباشر وغير مباشر؛ وهو مدار البحث ، ومثال تأثره بشكل مباشر في قولهم (صَرَّ) هو صوت الريح فكأَنَّ في صوت الجندب استطالةً ومداً ، في تضعيف صوت الراء ما يناسب هذه الاستطالة فيحاكي صوته ، وأما التقطيع فيدل عليه التكرار في المقطع وفك التضعيف فيحاكي صوت البازي تقطيعاً فقالوا: (صَرْصَرَ) .
وما كانت فيه الحركات مُتتالية لتدل على الحركةِ والاضطراب كالزعزعة في البدن ، والنَّزَوَانُ والنَّقَزان ، حيث يرى سيبويه في المصادر التي جاءت على الفَعَلاَن: إنها تأتي للاضطراب والحرَكة نحو (الغليان والغَثيان والعسلان) والتي تدل على زعزعة البدن واهتزازه ، فالغثيان تجيش فيه النفس وتَثُور ومثلها (الخَطَران واللَّمَعان) واللتان يدلان على اضطراب وتحرك ، ومثلها اللَّهَبان والوهجان ، فإنهما بمنزلة الغليان، واستطاع العربي بحسهِ وذوقهِ أن يعبر عن المعاني بما يناسبها من أصوات فنجده يعبر عن الشيء اللين والصلب بما يناسبهما من أصوات فيقول في الطعام: (الخَضْم) لأكل الرطب كالبطيخ والقثاء، و(القَضْمُ) للشيء اليابس ويكون القضم بأطراف الأسنان . حيث اختاروا الخاء لرخاوتها للرَّطب والقاف لصلابتها لليابس حذواً لمسموع الأصوات.