تحليل رموز الشخصيات في رسالة التوابع والزوابع لابن شُهيد الأندلُسي (ت426ه)

الملخص

قامت هذهِ الدراسةُ الموجزةُ على تقديم الشخصيات وتحليل رموزها على وفق آليات، أبرزها الملامح أو السمات الخارجية كالهيأة وما يساند الهيئة كالفرس والسلاح والزّي، فضلاً عن السمات الباطنية كالشجاعة والحلم والغضب، ثُمَّ تناول الباحث تحليل رموز الشخصيات ومقصدية المنشئ مِن اختيار هذه الأسماء والكنى دون غيرها، وعلى وفق هذه المعاينة سعينا إلى الكشف عن ارتباط هذه الرموز –الأسماء والكنى- بـ(الشخصيات)، أو بما استقر في ذهن المنشئ مِن أفكار وتصورات، أيّ أنَّ خيال المُنشئ أوصله إلى اختراع هذه الأسماء والكنى لصلتها الوطيدة بالأثر الأدبي لكُلِّ شخصيةٍ مِن هذه الشخصيات داخل فضاء الرسالة.

كان للغة التي تبناها صاحب الرسالة، وكذلك الحدث، دور كبير في بناء رموز الشخصيات التي سارت مع القصة مِن بدايتها إلى نهايتها، مما أدى إلى تفاعل المتلقي معها؛ لأنَّ أغلب أحداثها مِنَ الموروث الثقافي الذي يحمله المتلقي، وبهذا فهي ليست غريبة عنه، بل هي معه في الذاكرة. بروز سخرية كاتب القصة مِن أعدائه بطريقة كوميدية ظريفة، تجعل مناويه يموتون غيضاً مِنهُ. يتضح سعي السارد وهو يضع الأسماء لشخصياته بطريقة مقصودة، يريد بها دلالات معينة، تكون مناسبة ومنسجمة، بحيث تحقق للنص مقروئيته وللشخصية احتماليتها ووجودها.