الإمام شمس الدين السخاوي (ت 902ه/1497م) ومنهجه في كتابه التحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة

الملخص

تضمن موضوع البحث (التحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة) أخبار حول أهل طيبة منذ القرن الثاني الهجري إلى قبيل وفاة المؤلف سنة 902ه/1497 م، اذ ذكر فيه تواريخ متعلقة بسنة 902 هـ، فذكر أخبار أهلها فضلاً عن أخبار الغرباء الذين دخلوها واستقروا بها مدة سنة شرط أنهم حدثوا أو أفتوا أو درسوا بها. ولهذا فقد احتوى هذا الكتاب على عدد كبير من التراجم.

بدأ المؤلف كتابه بذكر موجز مفيد عن السيرة النبوية العطرة منذ ولادة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) حتى وفاته ،اذ ذكر اسمه ونسبه، ومكانته عند قريش قبل البعثة، والكرامات التي رافقته منذ طفولته، ثم عمله بالتجارة، وزواجه من السيدة خديجة (رضي الله عنها)، ثم ذكر بداية نزول الوحي عليه وما رافق ذلك من احداث حتى وفاته (صلى الله عليه وسلم). بعدها تطرق إلى أحوال المدينة الشريفة فذكر المباني العمرانية فيها وفي مقدمتها المسجد النبوي مع ذكر الاماكن المهمة مثل ذكره للبقيع وما جاوره من المدارس. كما ذكر الأحداث التاريخية المهمة التي دارت في المدينة المنورة، ومنها على سبيل المثال أحداث الدولة الأيوبية وما بعدها بشكل موجز، انتقل بعدها إلى ذكر تراجم كتابه والتي رتبت على حروف المعجم، ولم تقتصر هذه التراجم على نوع واحد من المترجمين فكان منهم الصحابة والتابعين والفقهاء ومنهم الملوك والامراء الذين تقلدوا مناصب الحكم في طيبة، فذكر أخبارهم ومناقبهم واسهاماتهم في مختلف مجالات الحياة، ولم يكتف المؤلف بنقل الاخبار عن تراجمه اعتماداً على من سبقه فقط بل كان يتكلم فيه من عند نفسه. فكان هذا الكتاب بما احتواه من معلومات عن السلف الصالح ذات أهمية كبيرة عند الباحثين ينتقون منه الأخبار المفيدة.