المثير النحويّ الدلاليّ في شعر المتنبي – قراءة في المشكل والمحتمل
الكلمات المفتاحية:
الإثارة، النحو، الدلالة، المتنبيالملخص
إنّ قراءة النص الإبداعيّ، ولا سيّما الشعر، بها حاجة إلى جهد من نوع خاص، وهو بحقّ إبداع آخر موازٍ له – على فرض رفع مستوى التلقي- ولقد حظي المتلقي، كما هو معلوم، في (نظرية التلقي) الحديثة، بمنزلته التي تليقُ به، وصار محورًا في عملية التلقي. فالتلقي استمرار وتقمّص جديد لفاعلية النص؛ وهو قادر على ملء الفراغ الذي يثيره ذلك النص، وإنْ اختلف التلقي وتعدد، وهذه القدرة قوة إبداعية موازية، تستبطن النصوص وتكشف عن الدلالة المتعددة أو الطريفة، باستنطاق الظواهر اللفظية، وتعوض المتلقي عن جهده في محاولة المعنى، وتحقق المتعة الفنية والنشوة الغامرة.
ونصّ المتنبي نصٌّ مثيرٌ في تركيبه وبنائه اللغويّ؛ أثار حوله كثيرًا من الشروح والنقود والدراسات، على اختلاف مستوى التلقي وأسبابه. ولعلّي وقفت على أوضح ظواهر الإثارة النحوية الدلالية التي يبعثها المتنبي في متلقيه؛ وهما ظاهرتان، إحداهما: التنازع في المسند إليه، والأخرى: فاعلية المفردة في التركيب النحوي. وقد وجدت أن أبا الطيب يعمد، في الإثارة فيهما، إلى أن يجعل المعنى متعددًا، ليذهب معه الذهن أيّ مذهب، وهذا جزء من حيوية اللغة الشعرية لديه، وكثيرًا ما كان يداخل في العلاقات النحوية، بما يقرب أن يكون إسترتيجية في التركيب الشعري لديه.