آليات التخاطب اللساني متضمنات القول فِي ثلاثية نَجِيب مِحفُوظ (السكرية) اختيارا
الكلمات المفتاحية:
التخاطب اللساني – متضمنات القول - الافتراض – نجيب محفوظ – السكرية .الملخص
يُعدّ التخاطب احدى الوسائل والآليات التي يمكن في ضوئها التواصل بين المرسل والمرسل إليه، وذلك لتحقيق ما يهدف اليه المرسل من إبلاغ أغراضه ومقاصده التي قد تكون موجودة في ذهنه سابقاً أو وجدت أثناء الحديث بهدف إقناع المقابل بها ، ولاشك أنَّ الحاكم الأساس والبوصلة في دقة إيصال المعلومات هو السياق، ولابد أن يكون هذا التخاطب بصورة سلسلة مرتبطة إحداهما ليكمل الآخر للتوصل الى الغرض المقصود.
- يندرج ضمن متضمنات القول معياران هما : الأول / الإفتراض المسبق ، والثاني : القول المضمر، وكلاهما يوصل للآخر، فلا افتراض مسبق ما لم يرتكز على قول مضمر، والعكس وارد أيضاً.
-إنطلاقاً من هذه العلاقة التراتبية بين الافتراض المسبق والقول المضمر يمكن الإفصاح أنَّ عملهما يتلخص بسؤالين ، هما : لماذا يضمر المتكلم الأقوال؟ ، وكيف يفترض المتلقي مسبقاً هذا المضمر؟ نقول: يضمر المتكلم الأقوال لأسباب عدة ، منها : إتساع المساحة التعبيرية عند هذا المتكلم، مما عكست فاعلية التواصل التعبيري عنده وقابليته في تعدد الصياغات والأنساق التعبيرية، فضلا عن أسباب تتعلق بظروف الكلام أو المقامات الخارجية، خاصة المتعلقة منها بالعادات الكلامية والأعراف اللغوية والدين والسياسة ونحو ذلك مما يجعل المتكلم ينأ بالتصريح ببعض الألفاظ دون بعض . أما افتراض المتلقي فهو نابع من فهمه ومعونة معطيات السياق الذي يحصر الإحتمالات ويقلصها بما يتلاءم وقصدية المتكلم والتأويل الخطابي، يعضد كل هذا نماذج تمثيلية زخرت بها رواية السكرية، في خير تجسيد لذلك.
- يُعد كل من الإفتراض المسبق والقول المضمر من آليات التواصل بين المتكلم والمتلقي وتفاعلهما مع النص، فضلاً عن الموائمة والمقصدية.
-يمكن تسمية المضمرات القولية أو الكلامية بالمضمرات التداولية المسكوت عنها.
- استعمال المتكلم آليات الإفتراض المسبق والمضمر القولي ، يبرهن على أنَّه يمكن رصد حركتهما بما يتلاءم والوظيفة الإستظهارية أو الإستكشافية التي تُشخص بالتأويل الخطابي.
- كما يبرهن ذلك على القوة التعبيرية التي إمتلكها الروائي نجيب محفوظ في ظل تحفيز المتلقي على إستظهار الدلالة وإستكشاف المعاني المخبوءة خلف مضمرات القول.
متضمنات القول في ضوء لوازم التخاطب