التهديدات العيلامية واثارها السلبية على الاستقرار السياسي لدويلات المدن السومرية
الكلمات المفتاحية:
الاخطار الخارجية,العيلاميون,دويلات المدن السومرية,الاثر الاقتصادي والسياسي الخارجي.الملخص
كان العيلاميون يتحينون الفرص لمهاجمة مراكز العراق المتحضرة ونهبها وتدميرها وهناك مؤشر واضح من خلال سير الاحداث التاريخية هو ان اي ضعف او تخلخل في السلطة الداخلية في بلاد وادي الرافدين كان يصحبه هجوم من قبل العيلاميون الذين عملوا على خلق الفتن ودعم حركات التمرد بين دويلات المدن السومرية ,واستغل العيلاميون المنطقة الرسوبية في جنوب العراق القديم المحاذية لحدودهم واتخذوا منها طريقا عسكريا سهلا للهجوم على المدن السومرية وقد شهدت هذه المنطقة معارك طاحنة في العصور القديمة وقد اتسمت الحملات العسكرية العيلامية على بلاد العراق القديم بالوحشية المفرطة والغريزة التدميرية وهذه الحقيقة ثبتها العراقيون القدامى في كتاباتهم المسمارية وحوليات ملوكهم فقد كان العيلاميون يمعنون الى القتل في سكان المدن السومرية ويحرقون البيوت ويدخلون المعابد وينهبون كل ما فيها , وان اقدم اشارة للعلاقات مع عيلام وصلت الينا من عصر فجر السلالات الثاني (2750 – 2600 ق.م) اذ جاء في اثبات الملوك السومري ان الملك اينميبراگيسي (Enmbaragesi) قد غزا بلاد عيلام واخذ اسلحتها كغنائم، وكان ذلك في حدود 2700 ق.م. وبعد حوالي (150 عام) من هذه الاشارة نقرأ في قائمة الملوك السومريين ذاتها ان الملوكية انتقلت من سلالة اور الاولى الى مدينة اوان العيلامية التي تنسب اليها القائمة ثلاث ملوك عيلاميين اسماءهم غير واضحة، وعلى وفق ما جاء في قائمة الملوك السومرية فان الملوكية انتقلت بعد ذلك بقوة السلاح من اوان الى مدينة كيش اذ تأسست فيها سلالة عرفت بسلالة كيش الثانية. ويبدو ان ضعفا حل بسلالة كيش في الاخير شجع عيلام على قيادة هجوم ادى الى انهاء الحكم فيها ونقله الى مدينة خمازي العيلامية ، التي نسبت اليها القائمة ملك واحد فقط يدعى خدانش (ḪADANS) وقد ذكر لنا اياناتوم الاول حاكم لجش (حكم في حدود 2460ق.م) في احد نصوصه قولا يصف فيه العيلاميين كونهم: (الجبال التي تبث الرعب) مما يدل دلالة واضحة على الاعتداءات العيلامية المستمرة ضد المدن السومرية.