الطلاق وتَبِعاته في المجتمع العراقي القديم
الكلمات المفتاحية:
الطلاق, العادل, الخيانة, المرض, الإختفاءالملخص
يعد الطلاق في المجتمع العراقي القديم جزءاّ من الأحوال الشخصية التي حظيت بتشريعات قانونية في معظم الشرائع العراقية القديمة لما له من اهمية في تقويم البناء الأسري في مجتمع بلاد النهرين وعبر السومريون عن الطلاق بمصطلح (tag4) والتي تعني ترك بينما عبر الاكديين و البابليين عنه بمصطلح (uzubbu او uzubbum) وهذا المصطلح مشتق من جذر الفعل (ezébu) والذي يعطي نفس المعنىٰ وكان للطلاق عدة اجراءات قانونية تنظم عملية الانفصال بين الرجل والمرأة، منها اجراءات شفوية بدون توثيق علىٰ الالواح الطينية والاخرىٰ اجراءات مدونة علىٰ تلك الالواح، وكان البابليون يطلقون عدداً من العبارات او افعال تدل علىٰ رغبة الزوج بالانفصال عن زوجته ومن تلك العبارات (انتِ لستِ زوجتي)، اذ كان الطلاق بعد الرجل في اغلب الاحيان، واذا اقدمت الزوجة علىٰ طلب الطلاق من زوجها تسقط حقوقها وتخرج خالية الوفاض، واوجبت الشرائع العراقية القديمة علىٰ الطرفين احضار شهود عند وقوع الطلاق بينهم وتوثيق ذلك ويفضل ان يكون من بين الشهود كاهن او كاهنة؛ وذلك لأن مكانة الكهنة في المجتمع العراقي القديم كانت عالية ومهمة، وهناك نوعين من الطلاق في العراق القديم النوع الاول هو الطلاق الغير المنصف والذي يقوم فيه الزوج بتطليق زوجته بغير عذر شرعي ويستوجب عليه في هذا النوع اعطاء الزوجة كامل حقوقها، بل حتىٰ ان بعض الشرائع العراقية القديمة فرضت علىٰ الزوج عقوبات شديدة في مثل هكذا حالات لكن القوانين الاشورية لم تفرض شيء علىٰ الرجل وبذلك يصبح الرجل غير مقيد وله الاولوية في امر الطلاق، اما النوع الثاني فهو الطلاق المنصف او العادل وفي هذا النوع يجب ان يكون هناك سبب مقنع لوقوع الطلاق ولم يهمل المشرع العراقي القديم حقوق الأطفال بعد الطلاق بل وضع لها تشريعات تضمن حقوقهم .