الجوائح والاوبئة مابين الحداثة والتاريخ في الغرب الاسلامي في القرنين 5-6هـ / 11-12م

الملخص

شكلت الجوائح والاوبئة خطرا كبيرا في منطقة الغرب الاسلامي في القرنين 5-6هـ / 11-12م اذ شهدت هذه الفترة انتشارا واسعا للأوبئة والجوائح والتي كان الكثير منها مسببا العدوى والبعض الاخر لا علاج له والتي اثرت بشكل كبير على مختلف جوانب حياة الانسان فالى جانب ماكانت تسببه من موت الا انها كانت تؤثر اقتصادياً على المجتمع فعم الغلاء وكثرت المجاعات وتفشت الامراض التي تعد من اشد انواع البلاء الذي يصيب الانسان وقد كشفت لنا المصادر التاريخية العديد منها وما الحقته من ضرر وواقع مرير وصعب على حياة الانسان وقد ادرجنا بهذا البحث المشاهد التاريخية التي عاشتها مدن المغرب والاندلس في ظل هذا الوضع وما مدى حجم الضرر والأثر الذي خلفته على حياة الناس والمجتمع ، وماهو واجب الدولة  في مواجهة هذه الاوبئة والحد من انتشارها فهي لم تدخر جهدا في القضاء عليها سواء كان طبيبا او نفسيا حيث استطاعت قدر الامكان التخفيف من وطأتها ان الجوائح والاوبئة مصدر خطر يهدد حياة الناس في مختلف مناطق الغرب الاسلامي       تعرضت المغرب والاندلس على حد سواء لجملة من الاوبئة اصابت شرائح مختلفة من المجتمع وغيرت مسار حياتهم فلم يسلم منها احد . من اجل الحد من انتشار الاوبئة والجوائح عمدت الدولة الى تطبيق الحجر الصحي وعزل المرضى المصابين وهذا احد اجراءات الوقاية الصحية وتم تطبيقه مؤخرا بعد تفشي وباء كورونا (كوفييد 19) .من مسببات الاوبئة حدوث الجوائح السماوية من قحط ومجاعات وسيول وزلازل وجفاف فكانت كثيرا ماتسبب نقص الغذاء والغلاء.كما كان لكثرة الحروب والفتن والاضطرابات التي واجهتها مدن المغرب والاندلس دور كبير في تفشي العديد من الاوبئة والجوائح .تم الحديث عن ابرز الاوبئة والجوائح التي عرفها التاريخ الاسلامي في تلك الحقبة وربطها مع ما عاشه العالم من انتشار وباء كورونا (كوفيد 19) وماخلفه من خوف وهلع طول فترة انتشاره ، وماتركه من تأثير على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية .  

ومن خلال دراستنا هذه حاولنا ربط مجريات الاحداث مما قد اصاب مجتمعنا الاسلامي قديما من جوائح واوبئة اثرت في مسار التاريخ ، وماحصل في زماننا هذا من تفشي وباء كورونا والوصول الى نتائج مرضية يمكن الاستفادة منها مما حصل من الماضي لتجنب حدوثها في المستقبل .