النقد التفسيري المتعلق بالآراء الفقهية عند علماء الحلة

الملخص

برعت مدرسة الحلة في المزج بين أصول الفقه ، والتفسير وذلك ما تجلى واضحًا في لونٍ من ألوان التفسير ألا وهو التفسير الفقهي ، إذ اشتمل القرآن الكريم على تشريعات لقواعد كلية أسست فروعًا وتفصيلات يحتاج إليها الأنَّسان في كل زمان ومكان منذ نزول القرآن إلى يوم الدين ، ويمثل ذلك ثلاثمئة آية على قول ، وخمسمئة على قول آخر ، وأطلق عليها علمائنا من قدامى ومحدثين آيات الأحكام ، فقد ابتكر المفسرون القدامى – ومنذ القرن الثاني للهجرة – منهجًا للنقد والفحص بقصد سبر الروايات والآراء ، وتقصي المعاني الراجحة المبنية على أسس علمية محكمة ، تؤسس بدورها ركائز علمية ، ولكنها غالبًا ما تكون ممزوجة بأهواء أصحابها ، وهذا لا يتبين إلا لعارف باتجاهات التفسير صحيحها من منحرفها ، إذ إن الأعم الأغلب من المفسرين قد استعان على رأي أو رواية أو مستند نصي ، فأما يوافقه وأما يخالفه ، وهو المنهج الصحيح للتفسير ، إذ لابد للمفسر من نص يعتمد عليه في تفسيره ولا يكون هذا التفسير نابعًا من هواه أو ميوله ، وسواء أكان هذا النص موافقًا لما جاء في القرآن الكريم وأخذ به المفسر أو العكس فإنه الاثنين من صور النقد ، فهذه المادة جديرة بالبحث والدراسة من هنا كان لزامًا على الباحث بيان ما توصل إليه مفسري الحلة من نقود ، إذ إن الخوض في هذا المجال العلمي المثمر ، والنافع يسلط الضوء على الامكانات العلمية التي يتمتع بها علماؤها ، وفنونهم الخاصة بالتعامل مع النصوص ، وكيفية الأخذ منها ، وألفاظهم الخاصة بالنقد ، كل هذا يعد بابًا لخدمة مَن خدم القرآن الكريم .