خُطبة الرسول (صلى الله عليه وآله) في استقبال شهر رمضان قراءة في ضوء اللسانيّات النصّيّة
الكلمات المفتاحية:
الخطبة الرمضانية ـ اللسانيات ـ النصية.الملخص
تعدّ خطبة الرسول (صلى الله عليه وآله) من الخطب العظيمة التي وردت فيها العبارات الجديرة بالتأمّل، والتدبّر في شهرٍ ارتبط اسمُه باسمٍ من أسماء الله؛ إذ ورد عن الإمام الصادق(عليه السّلام) في سندٍ معتبر:" لا تقولوا هذا رمضان، ولا ذهب رمضان، ولا جاء رمضان؛ فإنّ رمضان اسم من أسماء الله عزّ وجلّ لا يجيء ولا يذهب، وإنّما يجيء ويذهب الزائل، ولكن قولوا شهر رمضان؛ فالشهر مضاف إلى الاسم، والاسم اسم الله (عزّ ذكره)، وهو الشهر الذي نزل فيه القرآن، جعله مثلًا ووعيدًا".
ولذلك استحقت إعادة قراءتها، وتحليلها من خلال رصد العلاقات الدلاليّة بين الجمل بشكل خاصّ، وبين مجموعات من الجمل وخصائصها النظميّة بشكل أعمّ؛ فوقع الاختيار على توظيف اللسانيّات النصّيّة في هذه القراءة، وكان لا بدّ من تداخل ممارسات واستحضار مرجعيّات عدة تحكّم فيها: (نوع الخطاب، ومنتجه، ومتلقيه) من أجل فهم الخطبة وتحليلها، وذلك من خلال إخضاعها للمعايير النصيّة السّبعة التي اقترحها دي بوجراند في تحليل الخطاب، وهي: (السبك، الحبك، المقصدية، المقبولية، الإعلامية، الموقفية، التناصّ)؛ فجاء البحث على محورين: أحدهما نظري دار حول تساؤلات طرحتها الباحثة حول الخطبة هل تعدّ خطابا مطلقا يتجاوز زمن إلقائه؟ أم أنّها تعدّ نصًّا؟ كما هي عليه الآن على اعتبار أنّها أصبحت مكتوبة؛ وهذا ما قد يخرجها من دائرة الخطابيّة على وفق بعض الرؤى التي دارت حول الفرق بين النصّ والخطاب، أم يمكن أن نعامل الخطبة على أنّها نصٌّ يمكن أن يكتسب سمات الخطاب الأولى التي ولد بها؛ ليتجدّد في الحدوث بما فيه أصالة في الفكرة والمضمون والمقدمات واللطائف والإشارات؛ ليمكن أن نعدّه خطابا في النتيجة..، أمّا المحور التطبيقي فأخذت الباحثة على عاتقها فيه محاولة تطبيق المعايير النصية السبعة لبوجراند في محاولة لإيجاد إجابة شافية لتلك التساؤلات التي بدأت بها البحث.