رحلات العلماء من مدينة بغداد الى بلاد الشام ومصر منذ انتهاء حكم الخلافة العباسية حتى الحكم الصفوي " 656 – 930 هجري"

الملخص

منذ انتهاء حكم الخلافة العباسية حتى الحكم الصفوي في الفترة ما بين العامين 656 - 930 هجريًا، شهدت مدينة بغداد تحولات هامة في مجال رحلة العلماء والمفكرين. خلال فترة الخلافة العباسية، كانت بغداد مركزًا حضاريًا وعلميًا مزدهرًا حيث تجمع العلماء والفلاسفة من جميع أنحاء العالم الإسلامي لتبادل المعرفة والثقافة.

مع تراجع نفوذ الخلافة العباسية وظهور الحكم الصفوي، بدأت تتأثر حركة هجرة العلماء من بغداد. تزايدت التوترات السياسية والاضطرابات الاجتماعية في المنطقة، مما دفع العديد من العلماء والمفكرين لمغادرة بغداد نحو مناطق أخرى توفر لهم بيئة أكثر استقرارًا وحرية في التفكير والابتكار.

تأثر مجتمع بغداد بشكل كبير جراء رحيل العلماء، حيث تراجعت الحركة الفكرية والعلمية التي كانت تعتبر بوابة للابتكار والتطور. ورغم ذلك، استمرت مساهمات العلماء الذين غادروا بغداد في نشر المعرفة والثقافة في المناطق التي استقروا فيها، مما ساهم في نشر العلوم والفلسفة في مناطق جديدة وتبادل الفكر والمعرفة بين الثقافات المختلفة.

وقد سعى البحث للعمل على تسليط الانظار نحو حقيقة تاريخية مهمة من تاريخ مدينة بغداد حيث عملنا في هذا البحث على ابراز الأسباب الحقيقية والدوافع التي حملت على هجرة العديد من العلماء والشيوخ وفي شتى مجالات الفنون والعلوم من المجتمع البغدادي بعدما كان الخاصة والعامة يسعون ويشدون الرحال اليها.

        إلا ان الظروف التي شهدتها المدينة منذ انتهاء حكم الخلافة العباسية على يد المغول الإيلخان سنة " 656" للهجرة ومن بعدهم الحكم الجلائري والتركمان من حيث الاوضاع السياسية و الإجتماعية و الاقتصادية التي تميزت بين الهدوء والصراعات والحروب والحصار التي اثرت على الاستقرار الأمني وركود الحياة الاقتصادية.

        هذا الى جانب الغلاء في الاسعار والكوارث الطبيعية فضلاً عن الاختلاف في لغة الحوار بين العلماء العرب وبين السلاطين التركمان الذين حكموا مدينة بغداد على مدى قرنين ونصف من الزمان هذا الى جانب اخر مهم وهو ان بعض من العلماء سعوا لإبراز جدارتهم ومؤهلاتهم في تلك المدن التي استقروا فيه وحصلوا على مكانة متميزة عند حكامها وافراد المجتمع.