دور نواب لواء الحلة من مشكلتي استصلاح الأراضي الزراعية (الملوحة) والهجرة من الريف إلى المدينة في مجلس النواب العراقي في العهد الملكي (1939-1958)

الملخص

شكلت بعض المشاكل الزراعية قلقاً واضحاً عند المعنيين من مسؤولي الحكومة العراقية، ولاسيما المعنيين بشؤون الزراعة خلال العهد الملكي، ومنها مشكلتي استصلاح الأراضي الزراعية (الملوحة)، والهجرة من الريف إلى المدينة، وذلك لارتباطهما مع بعضهما البعض، وقد ظهرت آثار هاتان المشكلتان على الزراعة بشكل ملفت، وعليه راح نواب لواء الحلة يبذلون قصارى جهدهم للاطلاع عن كثب عليهما (المشكلتان) والمشاكل الأخرى المرافقة لهما، ودراستها مليّاً لتشخيص أسبابها وإيجاد الحلول الناجحة لمعالجتها للحد منها. من هنا جاء اختيارنا لهذا الموضوع (دور نواب لواء الحلة من مشكلتي استصلاح الأراضي الزراعية (الملوحة) والهجرة من الريف إلى المدينة في مجلس النواب العراقي في العهد الملكي (1939-1958)).

استطاع نواب لواء الحلة من تشخيص الأسباب الرئيسة في صعوبة استصلاح الأراضي الزراعية ومعالجة مشكلة الملوحة التي ظهرت لعدم استثمار الأراضي بشكل صحيح، ولعدم وجود وسائل الري المنظمة، فاضطر الفلاح إلى تركها لصعوبة علاجها. كما تعرض نواب لواء الحلة إلى الأسباب الأخرى، وهي تعرض الأراضي الزراعية إلى خطر الفيضان، فتعرضت إلى اتلاف محاصيلها الزراعية لعدم وجود المبازل أو إنشاء السدود اللازمة على الأنهار أو خزانات المياه والجداول الفرعية لاستيعاب مياه الفيضان.

كذلك كانت هناك أسباب أخرى ومنها صعوبة توزيع البذور من قبل الدولة إلى الفلاحين، أو استخدام الآلات الزراعية الميكانيكية الحديثة، ووجود الاقطاع في الريف، وامتلاك الأراضي الزراعية في الريف من قبل الاقطاعيين والشيوخ والملاكين على حساب الفلاحين المغلوبين على أمرهم، وغيرها من الأسباب التي دعت الفلاح إلى أن يهاجر إلى المدينة التي وفرت فرص عمل مناسبة وسكن جيد فيها.

تمكن نواب لواء الحلة من وضع الحلول لهذه المشاكل التي تعرض لها الفلاح، ومنها توزيع الأراضي الزراعية إلى الفلاحين، وتوزيع البذور والأسمدة، وكذلك تقديم السلف والقروض المالية لهم، وإقامة المبازل المنظمة والسدود والمشاريع الإروائية التي تستوعب مياه الفيضان، فضلاً عن تقديم الخدمات الاجتماعية للفلاحين في الريف المتمثلة بإقامة المستوصفات الطبية والمدارس العلمية وبناء البيوت وتوزيعها على المواطنين، والقضاء الإقطاع، وتوزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين لزراعتها، وغيرها من الحلول التي تكون كفيلة بتوقف الهجرة من الريف إلى المدينة، وتشجيع الفلاح على زراعة واستثمار أراضيه بشكل أمثل.