التماسك النصي في قصيدة "وقف عليها الحب" للشاعر خليفة التليسي
الكلمات المفتاحية:
التماسك النصي- الوحدة الموضوعية- التماسك اللغوي- الترابط الإشاري- التناص.الملخص
قصيدة "وقف عليها الحب" للشاعر خليفة التليسي تُعد نموذجًا متميزًا للتماسك النصي في الشعر العربي المعاصر. يتجلى هذا التماسك من خلال عدة عناصر بارزة في بناء القصيدة.أولاً، الوحدة الموضوعية: تدور القصيدة بأكملها حول موضوع واحد متكامل هو الحب والغزل. فالشاعر يرسم صورة شاملة لتجربته العاطفية مع المرأة المحبوبة، بدءًا من لحظة اللقاء والوقوف عليها، مرورًا بمشاعر الشغف والولع، وصولاً إلى الفراق والحنين. وهذا الوحدة الموضوعية تضفي على النص انسجامًا عضويًا.ثانياً، التماسك اللغوي: يستخدم الشاعر لغة موحدة وبناء نحوي متناسق طوال القصيدة. فالألفاظ والتراكيب متسقة ومتناغمة، مما يُضفي على النص شكلاً جماليًا متكاملاً. ويتجلى هذا التماسك اللغوي في تكرار بعض المفردات والعبارات بشكل منتظم، كتكرار لفظة "الحب" و"الثغر" و"الدمع"، مما يؤكد الفكرة المركزية للقصيدة.ثالثاً، الترابط الإشاري: تتضافر علاقات الإشارة والإحالة المختلفة (الشخصية، والمكانية، والزمانية) لتشكّل نسيجًا متماسكًا يربط أجزاء القصيدة ببعضها. فالضمائر والأسماء الإشارية تحيل على عناصر سابقة، والإشارات المكانية والزمانية تحدد السياق المكاني والزماني للأحداث المتوالية.رابعًا، التناص: يستدعي الشاعر بعض النصوص الشعرية السابقة ويوظفها في قصيدته، مما يُضفي عليها عمقًا دلاليًا وينسجها مع سياقها الجديد. فهناك إشارات واضحة إلى نصوص شعرية كلاسيكية مثل شعر المعلقات والموشحات الأندلسية، وهذا التناص يُثري القصيدة ويربطها بالتراث الشعري العربي،وبذلك تتحقق وحدة عضوية في القصيدة تجعلها نصًا متماسكًا ومترابطًا على مختلف المستويات، سواء على المستوى الموضوعي أو اللغوي أو الإشاري أو التناصي. وهذا التماسك النصي يُضفي على القصيدة قوة بنائية وجماليات فنية متميزة.
البحث يركز بشكل كبير على التماسك اللغوي والنحوي، ولكنه كان يمكن أن يستفيد من التوسع في التحليل الدلالي للصور الشعرية والمجازات، مما كان سيضفي فهنا أعمق للقصيدة.
كان من الممكن أن يستفيد البحث من مقارنة التماسك النصي في قصيدة التليسي مع قصائد أخرى من نفس الفترة أو من شعراء آخرين، مما كان سيبرز تفرد القصيدة بشكل أكبر. البحث يركز على بعض جوانب التماسك مثل الوحدة الموضوعية والتناص ولكنه لا يعالج بالتفصيل الجوانب الأخرى مثل التماسك الأسلوبي أو التماسك الإيقاعي، والتي تعتبر مهمة أيضا لفهم البناء الشعري.