البناء الفنــــي للقصــة العبريـــة قصتي "ويصبح المعوج مستقيما، تهيلاه" للكاتب شموئيل يوسف عكنون انموذجا

المؤلفون

  • مجيد عبود رحيمه

الكلمات المفتاحية:

شموئيل يوسف عكنون، القصة القصيرة، تهيلاه، ويصبح المعوج مستقيماً.البناء الفني للقصة العبرية

الملخص

ينصب هذا البحث على البناء الفني للقصة العبرية "تهيلا، ويصبح المعوج مستقيماً" لاحد كُتاب الادب العبري، ممن يمتلكون الاهمية الادبية المرموقة بين الادباء العبريين، وهو الاديب (شموئيل يوسف عكنون-שמואל יוסף עגנון)، الذي يُعد من اقدر المؤلفين اليهود المعاصرين في مجال كتابة القصص القصيرة.

       ومن الجدير بالاشارة الى ان عكنون قد نشر خلال فترة اقامته الاولى في فلسطين اول اهم قصصه التي لعبت دوراً كبيراً في كسب شهرته ورفع شأنه بين القراء العبريين وهذه القصص هي (עגונות - نساء مهجورات1908) و(והיה העקוב למישור- ويصبح المعوج مستقيما 1912). لقد مثلت هجرة عكنون الى فلسطين وشروعه بنشر قصصه هناك، تكاملا ونضوجاً في اسلوبه القصصي الذي بدا على احسن وجه.

       ومن الملاحظ، رغم وجود عكنون في بيئة هي غير البيئة التي عاشها الا انه استمر في تصوير واقعه وعالمه القديم الخاص بطفولته وبمدينته مع ذلك استطاع ان يصور في عدد من قصصه بعض المدن الفلسطينية وبخاصة مدينة القدس مثلما هو الحال في قصة (תהלה- تهيلاه) والتي تُعد من قصص عكنون الحسيدية البارزة. ورغم ان القصة تركز على مدينة القدس واهميتها الدينية بالنسبة لليهود من جهة وعلى جانب من الرمزية بيد انها رمزية وواضحة من جهة اخرى. الا انها تبرز بشكل كبير قيمة الرجل الحسيدي وعدم الاستهانة به حتى من اليهود انفسهم. 

      ومع ذلك فان كل قصة من قصص عكنون تمتاز بشكلها الفني المختلف. وعلى الرغم من ذلك ان هذه القصص تتوحد وتتكامل في عالم واحد هو عالم اليهودية. ذلك العالم الذي يصوره عكنون بانه عالم مليء بالايمان الذي يضيء ظلام الحاجة المادية، ويوقظ الثقة والامل اللذان يطفئان وخزات العلل، ويخففان المعاناة. لذلك فان ابطال قصص عكنون هم اغلبهم متدينون ويمارسون طقوسهم الدينية وهذا ما نجده في قصة (והיה העקוב למישור – ويصبح المعوج مستقيماً) فبطلها رجل وقع في وحل الخطايا، وصراعات القدر، ومع ذلك فان هذه الشخصية ممتلئة بومضات متلألأة من الايمان.

       وعلى ما يبدوا، ان معظم قصص عكنون تطغى عليها سمة القصص الحسيدية الشعبية والتي تسودها اجواء الاساطير والخرافات وخاصة قصته (והיה העקוב למישור – ويصبح المعوج مستقيماً)، وهي في اساسها قصة شعبية من بدايتها وحتى نهايتها، حيث كتبت بصيغة القصص الشعبية للورعين والحسيديين ويطلق عكنون العنان لخيال بطل القصة منشي حاييم الذي فقد ثروته بعد ان كان يعيش وزوجته في يسر، وخسر في تجواله في العالم هويته الانسانية بعد ان هبط الى التسول من اجل ان يعود الى مدينته. ولكن نبأ موته شاع في مدينته، فاعلنت زوجته الحداد على زوجها، وبعدد فترة تزوجت ثانية، وحينما عاد حاييم وجد الحقيقة امامه فعاد من حيث اتى ومات وهو منكسرالقلب. فقام عكنون هنا بجمع الجانب الحسيدي والشعبي معاً وبصورة متجانسة.    

      وبناءً على ذلك فقد سلطتُ الضوء على السيرة الذاتية للكاتب عكنون ،كما أُحاول ان أُسلط الضوء على البناء الفني في قصصه في موضوع البحث (תהלה- تهيلاه ) و(והיה העקוב למישור – ويصبح المعوج مستقيماً) وعلى اهم الظواهر اللغوية التي ميزت اسلوبه اللغوي. وهذه القصص تمثل نقطة مضيئة في تاريخ الادب القصصي العبري المعاصر.

منشور

2024-10-01