خطاب السيّدة فاطمة(س) بعد وفاة أبيها محمّد(صلعم) في ضوء الدراسات التداوليّة
الكلمات المفتاحية:
السيّدة فاطمة (س)، الأقوال، وردود الأفعال، الشدائد، التداوليّة، الأفعال الكلاميّة، السياقالملخص
لا شكّ أنّ لإدارة الأزمات وكبح الغضب طرقًا عديدةً. وإحدی هذه الطرق التي یتطرّق إلیها كثیر من الناس هو اتّباع مناهج الكبار وسلوكهم وهناك كثیر من الناس یجرّهم الدافع الديني إلی البحث عن مَرجِع ديني یهتدون به إلی الحلّ المناسب، فلهذا عقدنا العزم علی تسلیط الضوء علی كلمات السيدة فاطمة(س) وما قالتها في ظروف حیاتها المأساويّة حيث اخترنا كلماتها التي وجهتها إلى من التجأت واشتكت إليهم حالها، وهم: الله سبحانه وتعالی، وأبوها، وفضّة، وسلمان، وذلك ضمن خمسة مقاطع عند اقتحام بيتها وما حدث لها وراء الباب ممّا أدّی إلی قتل جنينها وحتی استشهادها أخيرًا. تتمّ، في هذا البحث، الإجابة عن الأسئلة التّالية: ما هي ردود الأفعال التي تعكسها السيدة فاطمة(س) بنت محمّد (صلّی الله عليه وآله وسلّم) تجاه صعوبات حیاتها؟ ماذا تعني العبارات الواردة في أقوال السيّدة فاطمة(س) من وجهة نظر الأفعال الکلاميّة؟ کيف يلعب السیاق دوره في اختيارها هذه الأقوال والأفعال الكلاميّة؟ فيهدف هذا البحث إلی الكشف عن ردود الأفعال التي صدرت عن السيّدة فاطمة في ظروف نفسيّة صعبة وتبیین دلالات العبارات ودور السیاق في استخدامها والكشف عن دور الكلمات المدروسة في تطویر فكر البشر وسلوكه. فنعمد في بحثنا هذا إلى اللسانیّات التّداوليّة حیث تحدِّد لنا المقصود الرّئیس للكلام حسب الموقع، لأنّ هذا العلم یقوم بمعالجة قصد القائل (أو الكاتب) وإدراﻙ السّامع (أو القارئ) وتلقّیه القضيّةَ المذكورة كما تتطرّق التّداوليّة إلی المعنی اللفظيّ والظّاهريّ للكلمات والجملات إضافة إلی دراسة صلة العناصر مع العالم الحقيقيّ ومصداقها في السّیاق الموجود. وأخيرًا توصّلنا إلی نتائج کالتالي: إنّ كلمات السيدة فاطمة(س) في تلك الظروف المتأزّمة وفي المقاطع المختلفة -خلافًا لما نفعله نحن کالتشبّث بالأقوال غير المنطقيّة وعدم التكلّم كما ينبغي لنا- كانت منطقية وملائمة للسياق والمقام، ومستحكمة ومستدلّة، وفيها الاتّزان والدقّة ضمن اختصارها، فتفضّل أمر الإمام على عزمها في ظروفها المتأزّمة وتهمّها ما يتعلّق بالدين الإسلامي حيث تعكس ردود أفعال متميّزة ملائمة لحفظ هذا الدين ووصيّة النبي محمّد (صلّی الله عليه وآله وسلّم).