موقف الأقليات الدينية والعرقية في العراق من ثورة 14 تموز 1958 م
الكلمات المفتاحية:
موقف الأقليات في العراق - ثورة 14 تموز 1958.الملخص
أنعم الله على أرض العراق بوجود مجموعة متنوعة من الطوائف الدينية والعرقية والقومية بين سكانه، عاشوا على أرضه مُنذُ مئات السنين كمجموعة واحدة دون التمييز بيبنهم بما في ذلك المسلمين والمسيح واليهود والإيزيدية والأكراد والكاكائية والتركمان والبهائية والكرد الفيلية والشبك واالزرداشت..، لذا مثلت تلك الأقليات دوراً مُميزاً في العراق من خلال مشاركتهم بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية التي شهدها العراق في أعقاب ثورة 14 تموز 1958، وكان موقف الأقليات من هذه الثورة التي جاءت لتطوي صفحة مريرة من صفحات كفاح الشعب العراقي بمكوناته المختلفة ولتبدأ صفحة العهد الجمهوري بحكومة عبد الكريم قاسم التي رحبت بها كل مكونات وأقليات الشعب العراقي، والترحيب والتأييد للثورة وزعيمها، رافعين مطالبهم لـ عبد الكريم قاسم أملاً في الاعتراف بحقوقهم وكياناتهم. رحبت الأقليات الدينية والعرقية في العراق بحكومة عبد الكريم قاسم وعدته بارقة أمل لنيل حقوقهم والأعتراف بكياناتهم، وسارعت قوافل الأقليات تقدم التهاني والتبريكات للحكومة بالعهد الجديد، وتقديم مطالبهم لقائد الثورة عبد الكريم قاسم لنيل حقوقهم الدينية والأعتراف بكياناتهم، فعاشت الأقليات خلال فترة حكمه المساواة والحرية في ممارسة عقائدها الدينية، فضلاً عن اصدار العديد من القوانين التي تصب في صالح الأقليات وفي خدمتها، ومنها: قوانين العطل الرسمية التي منحت للأقليات، وأشراك البعض منهم في الوظائف الحكومية الهامة، فتحسنت أوضاع الأقليات في العراق بعد قيام الثورة، وأُلغيت جمـيع الإجـراءات المُـتخـذة ضدهم في الـعهد الملكي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر القيود التي تلزم اليهود الـذين يـرومون بمغادرة العراق بالعـودة إلية في غـضون ستة أشـهر، وعد ذلك فقرة تعارض دستور ومبادئ الثورة والحقــوق الطبيعية الممـنوحة لكل مـواطن لايمكن سلبها منـه وكذلك فتحت الجامعات الحكومية أبوابها أمام أبناء الأقليات، فكانت ثورة 14 تموز بمثابة بارقة أمل للعيش الـهادئ والمزدهر لأبناء الأقليات، ولم يمنعهم مانع من الأستمرار بعملهم وممارسة حياتهم الطبيعية، وكانت الاقليات موضع احترام وتقدير من قبل عبد الكريم قاسم.