الأساليب البيانية في خطب الحرمين الشريفين خطب الأمن الفكري أنموذجا
الكلمات المفتاحية:
الفكر- الأمن الفكري- علم البيان-الاستعارة- التشبيه-الكنايةالملخص
يُعدّ الأمن الفكري من أهم القضايا التي يجب العناية بها من جميع مؤسسات الدولة ، والمحافظة على الأمن الفكري ليس مسؤولية السلطات الأمنية فحسب، بل يشترك فيها جميع أفراد المجتمع ومؤسساته، ومن ضمن ذلك الحرمان الشريفان؛ لمكانتهما الدينية المهمّة في قلوب المسلمين. ولأنه من أهم المؤسسات الاجتماعية التي تسعى لتحقيق أهداف جليلة، تعود بالنفع والفائدة على الفرد والمجتمع عامة، المتمثلة في غرس العقيدة السليمة، وتصحيح المفاهيم الخطأ، و تعزيز الأمن الفكري، بما يُسهم في الحفاظ على سلامة المجتمع.
فخطب الحرمين الشريفين لها وظائف تأثيرية كونها فعل تفكير في مقابل الطبيعة الاجتماعية، ومن هنا؛ يقدّم لنا الخطيب علاجًا لمشكلات كثيرة في الحياة، لذا نجده إذا تحدث عن أيّ قضية فكرية، أو اجتماعية يكسب تأثيرًا واحترامًا بين المستمعين، والمتابع لواقع المسلمين يلحظ أنّ للخطيب دورًا مؤثرًا في نفوس السامعين، وهذا التأثير للخطب ينبع من كون ما يلقى فيها، أو يتلى، إنما هو كلام الله تعالى، وحديث رسوله، صلى الله عليه وسلم، أو كلام يدور حول ذلك، وهذا يعدّ سرّ تأثير الخطب أكثر من غيرها من الخطب في مجالات أخرى.
لذا؛ أولت الدراسات البلاغية اهتمامًا كبيرًا بدراسة الخطب عامة، والدينية خاصة، ووضعت لها سماتها، ووظائفها؛ لما يتوفر فيه من قيم جمالية اتصالية، وقدرتها على ترسيخ المعاني في ذهن المتلقي، وإيصال مجموعة المقاصد والمعاني بطريقة غير مباشرة، تحقّق من خلالها التأثير المطلوب في المتلقي، وذلك من خلال إنتاج المعاني عن طريق التأويلات التي لها القدرة في إثراء نص الخطاب، وقد ظهرت الأساليب البيانية (الاستعارة– التشبيه- الكناية) ظهورًا جليًّا في خطب الحرمين الشريفين من خلال تعزيز الأمن الفكري؛ فالخطب من الأساليب البلاغية التي تعدّ ملمحًا من ملامح البيان، والتأثير في المتلقي.
من هذا المنطلق، سيتطرق البحث إلى دور خطب الحرمين الشريفين في تعزيز الأمن الفكري بما يكفل تنمية الهوية الثقافية والدينية، والتعاطي مع القيم الوافدة.