دراسة تحليلية لعنصري الزمان والمكان في رواية سنك صبور للكاتب الإيراني صادق جوبك
الكلمات المفتاحية:
الرواية، المكان، الزمان، صادق جوبك، سنك صبورالملخص
يشكل الزمان والمكان في رواية سنك صبور للكاتب الإيراني صادق جوبك خصوصية متميزة ومتفردة؛ لما لهما من تأثير واسع على الأحداث السردية والقصصية؛ فكلا العنصرين هما من قاد عجلة الأحداث، على وفق منهجية قائمة على العلاقات المتبادلة بين الشخصيات الروائية والمكونات السردية الأخرى. فالحكي عن زمان معين يبقى مبهما من دون الإشارة إلى المكان الذي تقع فيه الأحداث القصصية، باعتبارهما وحدتين متكاملتين لا تتقبلان التفكك أو الانفصال. ومن هذا المنطلق نجد أن الكاتب صادقا جوبك قد ربط جمالية الزمان والمكان في أغلب الأحداث التي شهدتها رواية سنك صبور، مبينًا أنهما عنصران اساسيان في هذه الرواية، قد لعبا دورًا بارزًا في نشر الوعي وإيصال المفاهيم والرسائل التي أراد المؤلف بثها في المجتمع. وقد بين الباحث أن علاقة المكان بالأحداث السردية المختلفة تتحدد على وفق الأزمنة التي رافقتها، فنجد مثلًا البيت والشارع والدكان والمدينة والمقهى وغيرها عبارة عن أجزاء ومكونات تتشكل، تتزامن مع سنة حدوث الزلزال في شيراز وهجرة الناس لمناطق أخرى وأوقات البرد والليل والغروب وغيرها من الأزمنة الأخرى.
استنتج الباحث في نهاية بحثه أن الزمان والمكان في هذه الرواية قد لعبا دورًا بارزًا، بوصفهما بطلي الرواية من دون منازع، وقد كانا متوافقين لا نقيض بينهما، يربطهما عنصر الوعي الذي مثله شخصيات عدة، كالسيد اقا احمد وبلقيس وغيرهما من الشخصيات الأخرى.
وقد توصل الباحث بعد الاطلاع الدقيق والمتفحص على مجريات الرواية إلى عدة نتائج مهمة، تنسجم مع الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي عاصرها الكاتب، وكان أهمها، بأن الرواية قد طرحت المضامين التي تلامس حياة المجتمع بشكل مباشر وتعالج قضاياه السلبية ولاسيما الصراع الأزلي بين الوعي واللاوعي وبين الواقع والخرافة. كما اعتمد الكاتب في أسلوبه المعروف السردي على الوصف الدقيق لجزئيات الحياة الواقعية، مبتعدا عن الماورائيات والحالات الميتافيزيقية، ليخرج للقارئ رواية واقعية بعيدة عن الخيال والحكايات الأسطورية التي عجت بها الكتابات النثرية في بلاد فارس خلال العصور السابقة.