الشكوى في شعر شعراء الجاهلية المعمرين
الكلمات المفتاحية:
الشكوى، المعمرين، طول العمر، الدهرالملخص
الحياة في شبه الجزيرة العربية حياة قاسية فيها الكثير من الصعاب والمتاعب، كبحث الناس الدائم عن الكلأ والماء من اجل العيش، وكان لابد للعربي من التأقلم على هذه الحياة، فجعلته هذه الظروف قويا قادرا على الدفاع عن أسرته وقبيلته من أي هجوم من القبائل الأخرى، فالمعروف ان حياة العرب في الجاهلية قائمة على الاغارة من أجل الحصول على موارد العيش، وكان الشاعر المعمر شأنه شأن بقية الشعراء يدافع عن قبيلته فهو فارس ومدافع وشجاع الا ان ظروف حياته كونت في داخله عقدة معينة في نفسه خاصة بعد أن طال عمره، والتعمير في اللغة جاء من العَمْر والعُمُر والعُمْرُ : الحياة يقال: قد طال عَمْرُه وعُمْرُه، لغتان فصيحتان، فإذا اقسموا فقالوا: لَعَمْرُك فتحوا لا غير، والجمع أعمار.
وقد كثرت لدى الشاعر المعمر الشكوى فهو يتأسى على ما فات وانقضى من أيام الشباب والتنعم بالصحة والقوة والشجاعة، فقد ظهرت عليه معالم الكبر وتأزمت حالته النفسية مما جعله يتخذ من الشكوى منفذا كي يعبر من خلاله عن مشاعره وأحاسيسه وكي يقي نفسه من التأزم أكثر، فهو كبير قد لحقه التعب والمرض فشكا الشاعر المعمر من المرض والدهر وطول الثواء وشكا حدة التعب وتأسيه على الشباب المنصرم، لذا فالمعمر شاعر ذو حالة نفسية متزعزعة، بسبب طول ثوائه وقهره على أيام صباه وشبابه، فتبدل الحال وظهر الشيب بعد القوة وشدة البأس، كان سببا في جعل نفسية المرء عرضة للتأزم، فما بالك بالشاعر وهو يمتلك رهافة حس وقدرة على التعبير، فكان هذا التعبير صورة حية للواقع آنذاك.