المدينة الفاضلة في شعر أبي العلاء المعري
الكلمات المفتاحية:
الأدب، المدينة الفاضلة، أبي العلاء المعريالملخص
كان أبو العلاء المعري شاعرًا مهموماً بالحياة الإنسانية، ويتجه إليها صادقاً بعقله وعواطفه، ويتمنى لو كان الناس بغير أذى...، وكان لا يقف كثيراً عند شعر الغزل والمديح وإنما يتصدى للفكر، فهدفه هو اصلاح الخلق بإرشاد الناس إلى الطريق المنجي في الدنيا والآخرة وهو هدف دعوة الإسلام. وكان للمعري كبرياء تأبى له المهانة ويحرص على كرامته لذلك أعرض عن الدنيا فكانت أبرز صفاته؛ الزهد، وعفة النفس، ورقة القلب، وشدة الرحمة. وقد دفعته هذه الصفات الإنسانية الفاضلة إلى تبني مشروع المدينة الفاضلة في أدبه عامة وشعره خاصة. فالمدينة الفاضلة تهدف إلى تكوين المجتمع الصالح، هذا المجتمع قد فكر فيه من قبل افلاطون، وكذلك أراد الفارابي إنشاء مدينته في ضوء مبادئ هؤلاء الفلاسفة ولكن بروح إسلامية، فقد تقدم أفلاطون والفارابي بدعوة مكتوبة، أما أبو العلاء فكانت دعوته صيحات في واد ترددت في شعره ونثره، لأن المعري أحيط بدول تتقصده، ويخشى بطشها فلجأ إلى ما يعرف ببلاغة المقموعين في مشروعه الأدبي، وهو على ما يبدو يرى أن موضوع الجمهوريات المثالية ليس ممكناً كما تصور أفلاطون والفارابي من بعده.