الطرار والمختلس أسبابه واساليبه وآثاره الاجتماعية والمالية حتى نهاية العصر العباسي
الكلمات المفتاحية:
الطرار، المختلس، النشال ، العصر العباسي ، الفقه الاسلاميالملخص
طبيعة الانسان المختلفة تعرف دائما من سلوكه تجاه المجتمع وهذه الطبيعة قد تتخذ من العمل المثمر اساسا في نجاحها، وقد يتخذ البعض من الرذيلة محور للمعيشة في الحياة، وبما ان حياة الخطيئة مختلفة ومتشعبة في الأداء، لذلك فان الطرار والمختلس (النشالين)، هما اشخاص اتخذا من السلوك الخاطئ نبراسا لهم في الحياة اليومية في العصر الاسلامي فهم اشخاص كسالا لايبدعون الا بعقلية اخذ اموال الناس بالخفية، اي انهم يوظفون افكارهم واجتهاداتهم للسرقة فقط وهو ما يذكره البحث عن ادوارهم في التاريخ وتتبع افعالهم وطرقهم الاجرامية بجانب التحليل التاريخي والفقهي خلال مسيرة الدولة العربية الإسلامية. عقوبة الاثنان تختلف في الشريعة الإسلامية، وقد اختلف فيها الفقهاء، لان الطرار إذا ادخل يده في كم الشخص المراد سرقته قطعت يده لقيامه باقتحام الحرز، اما إذا قطع الكم وأسقط الاموال في الارض وسرقها لا تقطع يده لأنه لم يقتحم الحرز، اما المختلس فهو نشال ظاهري لا يقتحم الحرز لذلك لا تستوجب قطع يده بل عقوبته هي الجلد والحبس وحسب ما جاء في الاحداث التاريخية التي ذكرناها في هذا البحث. الاحداث التاريخية التي مرت بها الدولة العربية الإسلامية هي من تحدد انتشار هؤلاء بشكل واسع او مخفي، ففي حالات انعدام الامن في الحكم العباسي يلاحظ ظهور هؤلاء بشكل واسع في الطرقات والأسواق والمساجد، وهو امر يوضح سوء الاوضاع الأمنية التي مرت بها الدولة العربية الإسلامية لا سيما بعد تدخل الاتراك وظهور السلاجقة وانفصال الاقاليم عن المركز والحروب الداخلية، اما في حالات قوة الدولة واستتاب الامن يختفي هؤلاء الا بشكل فردي خوفا من السلطة القائمة آنذاك.