المعالم السياسية والحضارية لمدينة الفرما دراسة تاريخية منذ النشأة حتى سنة(511ه/1118م)

الملخص

تحظى دراسة المدن باهتمام الكثير من الباحثين لما لهذه الدراسات من اهمية فهي توضح لمعالمها ونشاتها ثم الاطوار التي مرت بها عبر تعاقب السنين وكذلك بيان اهم مقوماتها ,ودراستنا عن واحدة من هذه المدن التي نشاءة منذ عصور قديمة جدا منذ ايام الفراعنة وكان لها دورها في كل ميادين الحياة وفي كل العصور التي مرت بها  .

       كانت اول خطوة لي لدراسة هذه المدينة سنة 2017م عندما كلفت في مرحلة الدكتوراه البحثية من قبل ا.د عبدالستار مطلك درويش بإعداد دراسة مصغرة عن تاريخ هذه المدينة في مادة المدن الاسلامية , وقد اطلعت على مجموعة من المصادر واكملت الحلقة الدراسية عنها ونالت الاعجاب والتقدير , ولكن قدم المدينة التاريخي والمعلومات التي جمعتها عنها شجعتني في التعمق لدراسة تاريخ واحوال هذه المدينة وبيان مكانتها السياسية ومراحل تطورها الحضاري عبر التاريخ, فقد كانت لها مكانتها وقدسيتها الدينية عند عدد من الانبياء ليس في مصر القديمة فحسب وانما للعالم المسيحي , ومن ثم تعرضها لانتكاسات حالها حال مدن مصر ابان الغزو الفارسي الاخميني لمصر سنة 525 ق. م, ومن ثم تطورها لتصبح احدى المدن المهمة في الدولة البيزنطية , وكذلك الحال في الدولة العربية الاسلامية بعد الفتح العربي الاسلامي لمصر, فقد اعتبرت المفتاح الرئيسي للفتح بسبب موقعها الجغرافي المتقدم , فازدهرت وتطورت في عصور الدولة العربية الاسلامية الى ان حل الغزو الصليبي فدمرها حالها حال بقيت المدن الاسلامية .

        وقد اعتمدت في هذه الدراسة على مجموعة من الكتب التاريخية والجغرافية القديمة والحديثة واستطعت استخلاص ما يهمني من معلومات في موضوع دراستي عن هذه المدينة ودورها السياسي والحضاري  فقسمتها الى مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة، يتحدث المبحث الاول عن الفرما واصل تسميتها وموقعها الجغرافي, اما المبحث الثاني من الدراسة فقد تناول الاحوال السياسية لمدينة الفرما عبر العصور , وتطرق المبحث الثالث من الدراسة الى الجوانب الاقتصادية والحضارية لمدينة الفرما, وأما الخاتمة فقد انصبت على ابرز ما توصلت أليه من استنتاجات من خلال دراستنا لهذه المدينة التاريخية.