غزوة حنين في كتب التفسير دراسة تحليلة

الملخص

تعد كتب التفسير اداة من أدواتٍ واساسيات البحث والتوثيق التاريخي الديني، فهي بعرضها للحدث بسياق الدين  تساهم في فهم وتحليل مفاصله بشكل متكامل من خلال توفير  البيئة التاريخية لنشأة الحدث واخضاعه للعرض بجوانبه الكاملة فهي تقدم تفسيرا دينيا وتاريخيا، وغزوة حنين واحدة من ابرز الغزوات الاسلامية واعظمها التي تناولتها كتب التفسير لأهميتها الكبيرة التي تجلت فيها قدرة رسولنا الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم )، في ادارة المواقف والازمات المفاجئة وادارة سير الحدث لصالح الاسلام ودولتهم الناشئة آنذاك ، اذ كانت تحديًا هامًا لقوة الإيمان والثبات لدى جيش المسلمين وانتصارهم  ورغم التحديات التي واجهوها، عرضت كتب التفسير الغزوة واحداثها عرضا متكامل الابعاد والجوانب بدء من تحرك الجيوش المشركين واستعداهم كما عرضت لنواياهم المسبقة ، ودور التوجيه الالهي للرسول الاكرم للتحرك كما سلطت الضوء علة دروس وعبر عدت مثالا تحتذي به البشرية للصبر والثبات فضلا عما تركته من اثار عظيمة حصدها المسلمون لاسيما سياسيا من خلال استعادتهم لمكانتهم في مكة بعد ان هاجروا منها لنصرة دينهم ونبيهم جاءت حنين معززة مكانتهم بين القبائل واعادت الممتلكات المنهوبة إلى المسلمين بعد استعادة مكة، مما أسهم في تحسين ظروفهم الاقتصادية، ولعل الاثر النفسي مثل اكبر درس  في هذه الغزوة من خلال استشعارهم بقوتهم وعزيمتهم  بعد ان تلاشت امال النصر بسب الغرور المفرط الا ان عزيمة الرسول وقيادته وايمانه العميق بالنصر الالهي الموعود  وان وحدتهم وثباتهم وازر بعضهم بعضا سببا لتحقيق دولة اسلامية شامخة زادهم امل وقوة لتحقيق النصر في ساحات المعركة  .

     كانت غزوة حنين مثال حي للمؤمنين عن أهمية الثقة بالله والعمل والتخطيط وترك الغرور والمفاخرة لنيل النصر العظيم الصبر عند مواجهة التحديات والازمات التي تعصف بالمؤمنين احيانا  لنيل العليا والكرامة ..