التعالُق النصي في ديوان توفيق آل ناصر (اضرب بعصاك الشعر) أَنموذجاً

المؤلفون

  • حسن علي حسن الكاكائي

الكلمات المفتاحية:

التعالق، آليات ، التناص ، امتصاص ، النصوص

الملخص

يعد التعالق النصي أو التناص من المفاهيم الحديثة المعاصرة، والتي تعود إلى ما بعد البنيوية وظهر مصطلح intertextulite لأول مرة في تاريخ الأدب، في مقال لجوليا كريستيفيا بعنوان (النص المغلق) عام 1966 والتي أعيدَ نشرُها ضمن كتابها المعنون (سيموتيكا) عام 1969 وعرفت التناص بأنه التقاطع داخل نص تعبير مأخوذ من نصوص أخرى وكل نص هو امتصاص لنصٍ آخر أو تحويل عنهُ، وتقول أيضاً هي فسيفساء لا متجانسة من النصوص ، وإن التّناص قد يتكوّن في النصوص الأدبية  دون علم الكاتب نفسهُ، والسبب أن الكاتب ربما تأتيهِ خاطرة وأن هذه الخاطرة قد تكون آية قرآنية أو حديثاً نبوياً، أو بيت شعري، ويحدث ذلك دون أن يعرف الكاتب أن هذا تناص، أو قد يكون سبب ذلك أن الكاتب وظفها بما يلائم عملهُ الأدبي. التعالق النصي مصطلح أدبي بحت ، لا يمكن تغافلهُ أو تنحيته جانباً وبالأخص في الدراسات الأدبية الحديثة ، وذلك لأن جلَّ الأعمال الادبية الحديثة نجدُها متداخلة مع آيات قرآنية , وأحاديث نبوية شريفة، فضلاً عن تداخلها مع الحكم والأمثال والنصوص الشعرية للشعراء الآخرين.

ورد التناص الأدبي في ديوان الشاعر بكثرة، والسبب في ذلك كون الشاعر مُلم بالشعرِ وبالدواوين الشعرية الأخرى، وهذا ما جعل التناص الادبي ينتشر كثيراً في ديوانهِ.

أما التناص الديني ، فورد بشكل أقل مما هو في التناص الأدبي ، واشتمل هذا النوع من التناص على آيات من القرآن الكريم ، وأحاديث للرسول (صلى الله عليه وسلم) ، ويحث القارئ من خلالها إلى العمل الصالحِ ، والصبرِ ، وعبادة اللهِ على أكمل وجه ، وكذلك حُسن الظن باللهِ عز وجل .

نجدُ قلة اهتمام الشاعر بالتناص التاريخي ، فقد وجدنا حدثاً تاريخياً واحداً فقط تحدث عنها ، والسبب هو كون علم التاريخ بعيد عن الاختصاص الأكاديمي للشاعر هذا اولاً ، وكون ديوانه يميلُ للعاطفةِ والحكمةِ، أكثر من ميله للتاريخ، وذلك ما اكتشفناها من خلال بحثنا في الديوان ، ونجدُ فيها كثرة الحكم والأشعار ، وكذلك الأحداث التاريخية هي أحداث بعيدة عن العاطفة، فهي سرد للأحداث ، وهذا ثانياً .

إن شخصية الشاعر هي شخصية متدينة ، ومتعلقة بالدين الإسلامي الحنيف، وكذلك غلبة الطابع الطابع الديني عليهِ ، فكان هذا سبباً لِورود الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة .

وفي الديوان نلمح كثرة عناية الشاعر بالأمثال الشعبية العراقية، والحكم العربية، وهذه العناية من قِبل الشاعر هاعتزاز بالتراث الشعبي المتوارث، وكذلك اعتزازه بقويمتهِ العربية وايضاً بالحكم التي توارثها .

لاحظنا من خلال ديوانهِ لغة الحوار والتخاطب مع المقابل ومحاورة القارئ، وكان يقيم معهُ علاقة صداقة وحب وتفاهم، كي يكشف لهُ الطريق الصحيح.

بيّن لنا الشاعر الفرق بين ( الإنسان الحقيقي والإنسان المزيف ) وكيف أن الإنسان الحقيقي مرفوع الهامة ولا يخاف في الله لومة لائم ، وأما الإنسان المزيف فهُو يخاف من كلام الناس ، وان الزمن تغير وأصبحنا لا نفرق بينهما .

التنزيلات

منشور

2024-07-01