البحث الاجتماعي في العصر الرقمي : الواقع ومستلزمات النهوض

الملخص

ان البحث الاجتماعي يكاد لا تنقطع اهميته كونه المدخل السليم الى التغيير الشامل والاصلاح المنشود اذ انه الطريقة الأسلم لمعرفة وحصر ظواهر المجتمع والقيام بتحديد درجات المشاكل من حيث اهميتها وطرق التعامل معها، فهو الطريق الوحيد للحفاظ على الامكانية التنافسية للمجتمع في عالم سريع التحرك والتطور.

      وعلى هذا الاساس يقوم البحث على محاولة التعرف على البحث الاجتماعي في العصر الرقمي ومستلزمات النهوض به، فعملية تحديد البحث الاجتماعي في ظل التحولات الرقمية مسألة غاية في الاهمية كون المتغيرات التي يتعامل معها الباحث الاجتماعي ليست تقليدية بل أصبح الحاسوب يتحكم بها ويجعل الفرد والمجتمع خاضعين لضغوطاته، وهذا ما يتطلب ادوات منهجية جديدة تتناسب وطبيعة تلك الضغوطات. كما حاول البحث تسليط الضوء على ابرز مستلزمات النهوض بالبحث الاجتماعي في مجال علم الاجتماع، والتي تتعلق بالباحث الاكاديمي، والمؤسسة الاكاديمية التي ينتمي اليها، وهذه المستلزمات قد تشكل نقطة انطلاق حقيقية نحو استثمار الثقافة الرقمية في مجال البحث الاجتماعي من جهة، ونحو دراسة افرازات التحول الرقمي باتجاه المجتمع. وقد وتوصلت الدراسة الى نتائج نذكر منها  ان الرقمنة مفهوم معاصر جاء نتيجة التغيرات والتطورات التكنولوجية ويفتقد الى المزيد من الدراسات والابحاث وبحاجة الى الجوانب التطبيقية له، كما ان مناهج البحث الاجتماعي في العصر الرقمي تسمح بتوفير الوقت والجهد البشري والمال، كما وتسمح منصات التواصل الاجتماعي للباحثين بالتفاعل بشكل مباشر مع المشاركين في البحث وهذا يؤدي الى زيادة المشاركين في البحث وبالتالي تتحسن جودة البيانات وبتوفر الكميات الهائلة من البيانات حول السلوكيات والتفاعلات الاجتماعية حيث يستخدمها الباحثين الاجتماعيين لكي يدرسوا مجموعة من الظواهر الاجتماعية على سبيل المثال الهجرة، والتعليم، والسياسة، والصحة.