التدخل الدولي الهدام

المؤلفون

  • هناء جبوري محمد

الكلمات المفتاحية:

التدخل المعنوي - التدخل الاقتصادي– السلامة الاقليمية

الملخص

      ان من مهام  المجتمع الدولي  هو مساندة ودعم الشعوب في تقرير مصيرها وحقها في الاستقلال ،  وهذه المهمة  يقابلها وجوب الالتزام  بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهذا التدخل  اما ان يكون مباشرا او غير مباشر ، وهذا الأخير يعد من اخطر صور التدخل أو ما يسمى "بالتدخل الهدام"، أذ نددت واستنكرته كل الجهود الدولية وحرمته، ويتم هذا النوع من التدخل عن طريق  إرسال المرتزقة والعصابات المسلحة  وتجنيدهم، ومن خلال الاعلام كذلك وذلك بأقامة  الإذاعات المعادية أو بث الإشاعات المغرضة أو القيام بدعم "حرب أهلية"، أو بدعم المتمردين وإثارة الفتن، وذلك من اجل خلق حالة من عدم الاستقرار الداخلي أو الفوضى بقصد تقويض نظام الحكم القائم في دولة أخرى أو هدمه، وهذا ما يؤثر في السلامة الإقليمية للدولة أو الاستقرار السياسي لها، وهذا بالنتيجة سيؤدي حتما إلى تهديد السلم والأمن الدوليين.

      أن الأصل في التدخل أنه غير جائز، وهذا ما اكدت عليه جميع  مواثيق المنظمات الدولية وقراراتها للمحافظة على حقوق الدول التي تقضي بالتزام الدول بتلك الحقوق، كما ان غالبية الفقه أيضاً يرفضون التدخل ويحرمونه، إلا ان فئة قليلة منهم أباحت التدخل إذا ماكانت مصلحة الدولة في هذا التدخل و  منهم الفقيه "كامبتز" الالماني و"باتور" الفرنسي .  الا ان الفيلسوف الالماني "عمانوئيل كانت "، والعلامة الفرنسي" لويس ربنو"، يران عدم جواز التدخل على الاطلاق ، إلا إذا كانت الدولة في حالة" دفاع شرعي" ، وبالرغم من  أصالة عدم جواز التدخل إلا ان هناك استثناءات على ذلك الأصل تبيح بعض حالات التدخل منها : التدخل دفاعاً عن حقوق الدولة: التدخل لحماية حقوق ومصالح رعايا الدولة و  التدخل الجماعي طبقاً لميثاق الامم المتحدة و التدخل بناء على طلب و التدخل ضد التدخل واخيراً التدخل من أجل حماية حقوق الانسان وتحقيق الحماية الانسانية.ويعد التدخل الدولي الهدام وسيلة من وسائل الضغط الدولية التي تؤثر على ارادة الدولة المسببة لانتهاكات جسيمة ومتكررة فيعده البعض انه تدخل الذي يتمثل بالضغط الخارجي الذي تكرس غايته في اضعاف وقهر النظام الاقتصادي والسياسي للدولة التي يمارس ضدها . وقد اصدرت الجمعية العامة للامم المتحدة اعلان في (24\ 10\1970) تدين فيه هذا النوع من التدخل الدولي بقولها : " على كل دولة واجب الامتناع عن تنظيم او مساعدة او اثارة او تمويل او تحريض او التسامح مع الانشطة الارهابية او العسكرية الهدامة التي تهدف الى قلب نظام الحكم باستخدام القوة في دولة اخرى او التدخل في الحرب الاهلية الدائرة في دولة اخرى ". وعلية يعد هذا التدخل عملا غير مشروع  ، عندما يخالف يخالف مبادئ وقرارات الامم المتحدة ويتعارض مع مبدأ " عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول" .

التنزيلات

منشور

2024-07-01