سيرة النبي من خلال كتابات المكيين حتى نهاية القرن الثالث الهجري

الملخص

   اظهرت هذه الدراسة كتابات المكيين للسيرة النبوية خلال القرون الثلاثة الاولى للهجرة ، ولما كانت السيرة النبوية مادة مهمة في مجال العقيدة والاحكام والدعوة والجهاد والاخلاق وغيرها لذا جاءت كتاباتهم خلال حقبة البحث في مصنفات متنوعة ، فاقتضى تقسيم البحث الى مبحثين تبعا لهذه المصنفات ، تناول المبحث الاول كتاباتهم في السيرة النبوية ضمن مصنفات الحديث والعقائد والسيرة المستقلة ، وقد تضمنت مصنفات الحديث كتب المسانيد وهي الكتب التي جعل فيها احاديث كل صحابي على حدة صحيحا كان أو حسنا أو ضعيفا ، وهذه المسانيد تعتبر مرحلة متطورة في التصنيفات في الحديث ، اذ كانت المؤلفات قبلها كالمجاميع والموطأت تضم الاحاديث والاثار، اما في المسانيد فأقتصر فيها على الاحاديث ، وكان للمكيين حضور في كتابة السيرة النبوية في هذا الجانب جاءت عن طريق مسند الحميدي الذي تضمن نصوصا عدة غطت على جوانب من السيرة النبوية ، واما مصنفات العقائد فكان كتاب الايمان للدراوردي المكي وقد تضمن نصوصا عدة في السيرة النبوية واما كتابات المكيين للسيرة النبوية في المصنفات المستقلة وهي المصنفات التي عرضت سيرة الرسولr في جانبها المستقل كمولده ونسبه وآيات نبوته وشمائله ومغازيه وخصائصه ووفاته r، فقد صنف من المكيين في هذا الجانب الزبير بن بكار كتاب ( الفكاهة والمزاح ) وهو مصنف في صفات النبي r واما المبحث الثاني فتناول كتابات المكيين في السيرة النبوية ضمن كتب التواريخ المحلية والتي تعد دراسة موضوعاتها ذات صلة وثيقة بالتدوين التأريخي وقد كان للعلماء المكيين اهتمام منذ القرن الثالث للهجرة في تصنيف كتب خاصة في تاريخ مكة وما يتعلق بها من اخبار واثار قبل الاسلام وبعده ، وكان لهذه الكتب ذات فائدة في حقل دراستنا لتضمنهما بعض الحوادث المهمة في السيرة النبوية.