العلاقات الساسانية البيزنطية من خلال كتاب تاريخ إيران القديم للمستشرق م.م.دياكونوف

الملخص

      يعتبر كتاب تاريخ ايران القديم وهو من تأليف المستشرق ميخائيل ميخائيلوفيتش دياكونوف الذي ولد سنة 1915م وتوفي سنة 1999م، من الكتب المهمة التي تناولت تاريخ ايران القديم وبالأخص فترة الإمبراطورية الساسانية، تناول فيه المؤرخ تاريخ ايران منذ عهد الدولة الفرثية والاحداث التي مرت بها البلاد حتى انتهت الدولة الفرثية وخلفتها الدولة الساسانية في الحكم وكيف انتقلت السلطة الى الساسانيين، فبعد القضاء على الفرثيين اصبحت مقاليد الأمور بيد أردشير والذي اتجه إلى الاصلاحات الداخلية واعادة تنظيم الدولة، فاليه ترجع جل تنظيمات الدولة الساسانية ونظام الحكم فيها، على الرغم من بعض التغيرات التي حدثت في عهود الملوك الذين اعقبوه، إذ ان النظم الادارية والقاب الموظفين الاصطلاحية كانت موروثة عن الفرثيين بوجه عام، إلا ان أردشير قد أعاد تنظيم الدولة وبناء مؤسساتها الادارية وفقا لرؤيته، فقد شهد البناء السياسي أول مظاهر التغيير التي رافقت قيام الدولة، متمثلاً بظهور لقب (الشاهنشاه) أي ملك الملوك، وجعل هذا اللقب محصور في الأسرة الساسانية، أما عن علاقة الدولة الساسانية بالدولة البيزنطية فكانت علاقة تنافس وتناحر، إذ تحاول كلا الامبراطوريتين التوسع على حساب ممتلكات الدولة الأخرى، وكان الرومان يجدون في الكيانات السياسية التي قامت على ارضها ولا سيما الدولة الساسانية سداً قوياً يقطع عليهم الطريق في الاستيلاء على مناطق الشرق الاستراتيجية، لذلك بقيت العلاقة بين الدولتين علاقة صراع وحروب طاحنة .