الدنيا تمهيد للآخرة من منظور القراَن الكريم

الملخص

      إن القراَن الكريم والسنة النبوية الشريفة. حرصا على بيان الحياة الاَخرة لكي يعمل الإنسان بكل قواه للفوز بالحياة الاَخرة ورضى الله سبحانه وتعالى، تمثّل موقف القراَن في الحياة الدنيا والحياة الاَخرة من الأمور المهمة والملحة للإنسان بالعديد من آيات تخص الحياة الدنيا وتزداد أهمية  دراسته من زمان إلى زمان وذلك لكي يأخذ الإنسان المسار الصحيح في هذه الحياة لكي يعمل للدنيا وللآخرة.  وهذا ما يدل على أهمية  الحياة الاَخرة ، حتى وجدنا أن تمهيدية الحياة الدنيا للحياة الاَخرة  اثراً كبيرا  في تحديد أهمية  الحياة الاَخرة ، ولا يخفى على القارئ ان تمهيدية الدنيا للأخرة جاءت بمنظومة متكاملة في التمهيد وقوة التمسك بهما لتحقيق الغايات الدنيوية والاخروية، وذلك من خلال تشبيه الحياة الدنيا بالرحلة وبيان الحقوق والواجبات والفعاليات التي يقوم بها الإنسان للفوز برحلته نحو الاَخرة  كما جاء به القراَن الكرم والسنة النبوية الشريفة، لتصل هذه الرحلة الى تحقيق هدف الإنسان والنجاة من النار والفوز بالجنة والسكن في الفردوس الأعلى، وحرص الشرع نحو حرث الحياة الدنيا والتجارة بها لتكوين مجتمع مؤمن بالله مؤد لحقوقه مبتغاه الحياة الاَخرة  ولا يكترث للدنيا وملذاتها، ولقد جاء بحثنا لبيان تمهيدية الدنيا للأخرة من منظور القران الكريم وبيان الآيات التي تتعلق الدنيا والاَخرة وتفسيرها، وربط أعمال الحياة الدنيا بالثواب والعقاب في الحياة الاَخرة  وتكون حسب عمل الإنسان، وذكر الأعمال الصالحة والواجبات المفروضة على كل مؤمن ويحرص على أدائها بأكمل وجه وبحب لهذه الفرائض لأنه يدرك بعدها الإيماني والحياة الأبدية التي لا موت بعدها وهذا الجزء المطلوب بعد تطبيقه لهذه الفرائض، وإن هذه الفرائض والأعمال تقوي المؤمنين فيما بينهم وترص صفوفهم وتقوي عزيمتهم لإعلاء كلمة الله في جميع الميادين والفوز بالاَخرة