البعثة العسكرية الفرنسية ودورها في تنظيم الضابطية اللبنانية 1863-1865

المؤلفون

  • كريم عباس حسون

الكلمات المفتاحية:

لبنان - داود- فان– بعثة – فرنسا

الملخص

       اهتم الأنسان بحفظ الأمن منذ القدم، ورأى فيه حياة الاستقرار والتقدم ولولاه لأصبحت الحياة البشرية في حكم المستحيل ولتحولت الى حياة الغابة أسوة بحياة الحيوانات الأخرى، ولهذا كلفت المجتمعات البشرية أفراداً منهم لحمايتهم وخصصت لهم أموالاً لتنظيم أمورهم ومنحتهم السلطات ونظمت لهم القوانين، وبتوسع المجتمعات البشرية وتطورها، توسعت مهمة وصلاحيات أولئك الأفراد حتى أصبحوا قوة منظمة لها قوانينها الخاصة وتعددت مهماتها وأسمائها وتنوعت أساليبها وأقسامها، فمنها ما خصص للدفاع عن الدولة وكيانها السياسي وتوسيع رقعتها الجغرافية، ومنها ما خصص لحفظ أمنها الداخلي، وقد عرف القسم الثاني بأسماء عدة منها البوليس والشرطة والجندرمة والضابطية على الرغم من وحدة الهدف الذي أُنشأت من أجله .

       ومن المعلوم أنً الدولة العثمانية تبنت في القرن التاسع عشر الانظمة الاوربية لاسيما في الشؤون العسكرية والامنية واستعانت بالدول الاوربية لبناء قواتها وتعزيز قدراتها العسكرية والامنية، وشكلت قوات لحفظ الأمن مستعينة بتلك الدول ووزعت قواتها على الولايات الخاضعة لها وبضمنها متصرفية جبل لبنان التي نصت المادة الخامسة عشر من نظامها الذي صدر في 9 حزيران عام 1861 على تشكيل تلك القوة لحفظ أمنها ومساعدة متصرفها لتنفيذ القوانين التي يقررها وأُطلق عليها اسم الجندرمة أو الضابطية .

      وقد شغل تنفيذ ما ورد في المادة أعلاه تفكير المتصرف داود باشا الذي رأى أنًه لا يمكن تثبيت حكمه وتنفيذ قراراته إلا بتشكيل قوة مسلحة تساعده في تنفيذ أوامره إلا أن المشكلة التي واجهته هي كيفية تنظيمها وتدريبها والجهة التي يعتمد عليها لاسيما أنً جبل لبنان كان يعيش مرحلة من الصراع الداخلي متمثلاً بطوائفه والخارجي متمثلاً بالصراع بين الدول الكبرى لترسيخ نفوذها هناك، إلا أنً دهاء داود باشا وثقافته السياسية واطلاعه على مجريات الامور جعلته يُؤثر فرنسا على غيرها من الدول الاوربية لتنظيم قوته تلك، ولهذا طلب من الحكومة الفرنسية ومن خلال قنصلها العام في بيروت ارسال بعثة عسكرية فرنسية لتدريب وتنظيم قوة الضابطية اللبنانية على أنً فرنسا وجدت أن تنفيذ ما طلبه داود باشا ما هو إلا خدمة لمصالحها في جبل لبنان، ولهذا أسرعت في تنفيذ ذلك .

     ومن أجل الوقوف على مهمة البعثة العسكرية الفرنسية ودورها في تنظيم الضابطية اللبنانية، جاء بحثنا الموسوم (( البعثة العسكرية الفرنسية ودورها في تنظيم الضابطية اللبنانية 1863-1865 )) للوقوف على الدور الذي اضطلعت به تلك البعثة والطرق التي اتبعتها في التنظيم، وحدد الاطار الزمني للبحث بين ذينك العامين على اعتبار أنً البعثة بدأت عملها عام 1863 وأنً مهمة رئيسها الكابتن (فان) انتهت بعودته إلى فرنسا عام 1865 .

     وقد قسم البحث على عدة محاور  بدءاً في المدخل، والبعثة العسكرية الفرنسية، والاسلحة والتجهيزات، والتدريب والتنظيم، والعلاقة بين المتصرف وضباط البعثة العسكرية الفرنسية، وأعداد الضابطية، وقيادتها، وتجنيدها، ومهماتها، ومراكز وجودها، وقد اعتمد الباحث على مصادرة متنوعة جاء على رأسها الوثائق الدبلوماسية الفرنسية التي جمعها المؤرخ عادل اسماعيل وهي باللغة الفرنسية واستفاد منها الباحث من المجلدين الحادي عشر والثاني عشر، فضلاً عن كتاب لبنان في عهد المتصرفية لأسد رستم والمقاطعات اللبنانية في اطار بلاد الشام للمؤرخ ياسين سويد .

التنزيلات

منشور

2024-07-01