اساليب عبد القاهر البغدادي الشافعي (ت: 429هـ) في تدوين الفرق التي نسبها إلى الشيعة في كتابه الفرق بين الفرق (دراسة نقدية)

المؤلفون

  • حيدر عامر السلطاني

الكلمات المفتاحية:

أساليب عبد القاهر البغدادي الشافعي في تدوين الفرق التي نسبها إلى الشيعة- التشهير- النبز- الوضع- التضليل- التكفير- التناقض – تزوير التاريخ- الكذب- التهكم- التدليس.

الملخص

ان اختيارنا للبحث بعنوان: (اساليب عبد القاهر البغدادي الشافعي (ت: 429هـ) في تدوين الفرق التي نسبها إلى الشيعة في كتابه الفرق بين الفرق، دراسة نقدية)، في هذا المضمون كان لهدف علمي، وذلك من أجل معرفة الأساليب التي دون بها أهل ذلك الزمان والمؤلفون صورة من يخالفهم في المذهب والطريقة التي كان ينظرون بها إلى من يخالفهم في الرأي والمذهب، فهم النخبة التي يقرأ الناس لها ولا تزال مؤلفاتهم تملأ المكتبات والمدارس والمنتديات ومن ثم سيكون لهذه الأفكار والأساليب أثرها الكبير في عامة الناس في الماضي والحاضر والمستقبل.

      وهنا تكمن أهمية هذا البحث وغيره من الدراسات؛ لأنها تتعلق ببناء الفكر والإنسان وتكشف زيغ وضلال أولئك الذين كتبوا في الماضي واتخذهم الناس قدوة لهم في القول والفعل، ولكي نستطيع أن نتصدى لهذه الأفكار المتطرفة وفضح أشخاصها وبيان زيغ ما كتبوه وكذبهم وتدليسهم وتعصبهم ووضعهم لفرق في التاريخ الإسلامي لم يكن لها وجود؛ لأن هؤلاء يعدون من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى فرقة الأمة الإسلامية وإراقة دماء الكثير من الأبرياء.

     وبحثنا هذا سنخصصه لبيان أساليب عبد القاهر البغدادي في تدوين من زعم بأنها من فرق الشيعة، وتمثلت بالكذب والنبز والتشهير والتكفير والتهكم واتهام الحقائق بالباطل وكذلك أساليب الوضع والتدليس والمقارنة واستعمال الشعر ومدح من يحب أن يمدحه، وكذلك سنطلع على ما نهجه من أساليب التضليل والطعن والتناقض والتزوير، ومحاولة تشويه صورة رموز أعلام الشيعة ومحاربة حقيقة الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام)، ليقف القارئ الكريم ويطلع على طريقة التدوين عند الكتاب في مجال الملل والنحل وكيف كانوا يتعاملون مع من يخالفهم في الرأي والمعتقد، فيكون عبد القاهر البغدادي انموذجا لهذه الأساليب. 

      وبعد أن بحثنا في أساليب عبد القاهر البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق وكيف كانت طريقته في ذكر من يخالفه الرأي في العقيدة، وجدنا بأن هذا المؤلف لم يتوان عن ذكر أبشع العبارات من ذم وقدح ولعن وتكفير وتشهير في ذكر خصومه، وتنصيب نفسه حاكما يدخل الجنة من يشاء ويخرج منها من يشاء، وحقيقة هذا الأسلوب بهذا العنف لا يتناسب مع روح البحث العلمي الموضوعي الذي يجادل بالحكمة والموعظة الحسنة التي أمر بها الله تعالى.

    واتبع البغدادي أساليب عدة عند تدوين ما نسبها إلى الشيعة من فرق، وهو في ذلك كله تعمد في تبيين ما نسب لهم من عقائد بالرجوع إلى كتب خصوم الشيعة وأعدائهم، وهذا داءٌ عمّ أكثر مؤرّخي العقائد والنحل، وقد تحمّلت الشيعة الإمامية القسط الأوفر من الاضطهاد والافتراء، وكأنّ أصحاب المقالات والفرق قد اتّفقت كلمتهم على الكتابة عنهم من دون مراجعة ولو بصورة عابرة إلى مصادرهم ومؤلّفاتهم، وكأنّ عرض الشيعة حلال ينهبه كلّ من استولى عليه بلسانه وبقلمه وبيانه، والقوم يكتبون عن الشيعة كلّ شيء وليس عندهم من الشيعة ما يطلعون به على آرائهم وأفكارهم من شيء سوى كتب أعدائهم وخصومهم ومن لا يحتج به عليهم. فنرى كيف أن البغدادي قد تعصب في عرض عقائد الشيعة نزولا عند حكم العاطفة، ورماها بكلّ فرية، وكأنّ صدره مملوء بالحقد والعداء لهم ولكل ما يمت لهم بصلة.

     نسأل الله تعالى التوفيق والسداد والهدى والرشاد والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأمين محمد بن عبد الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.

التنزيلات

منشور

2024-08-12