مرقد الشــــــــــــــــــريف في محافظة ذي قــــــــار دراسة في إشكالية صاحب المقام

الملخص

   مقام الشريف في الناصرية احدى محافظات العراق الجنوبية والذي شكل منذ زمن بعيد مركزا دينيا وسياحيا وترفيهيا، يرتاده الناس على الدوام للزيارة والتبرك به والترفيه. مقام يتوسد الفرات، ويغفو بين نخيله. اختلف كثيرا في نسبته فقد نسب ابتداءً الى عمر بن علي بن ابي طالب، ثم استبدلت نسبته الى عمر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب المعروف بالأشرف، ويبدو ان المقام عرف بالشريف نسبة الى احد الاشراف ممن تقلد رئاسة نقابة العلويين ، ولعدم معرفة الناس القائمين على خدمة المقام بهذا اللقب ،لذا اخذوا يفتشون عن صاحب لقب الشريف بين الروايات، بعد ان كانوا ينسبونه الى عمر بن علي ، الذي من الواضح ان القبر يعود الى احد ابناءه، الا ان القائمين على الخدمة فيه ، لم يقتنعوا بذلك لذا بحثوا عمن يحمل هذا اللقب فوجدوا ضالتهم في عمر بن علي بن الحسين الاشرف ، فنسبوا القبر له مع ان الرجل لم يدخل العراق، ولم يشارك في الصراعات السياسية والمعارك الحربية . وبعد البحث والتحري في المصادر استطعنا ان نقترب من حقيقة صاحب المقام، وهو احد ابناء عمر بن علي بن ابي طالب، والذي كان يتقلد رئاسة نقابة العلويين في البطائح ، ونعتقد ان الرجل عرف بلقبه وكان يدعى بالشريف، فلما مات انتقل اللقب الى القبر ، فصار يطلق على المقام بالشريف، وعند يسأل احدهم عنه يقال ابن عمر بن علي ، ثم حذفت كلمة ابن للسهولة، فصار يسمى الشريف قبر عمر بن علي بن ابي طالب ، ثم بعد ذلك غيرت نسبته توهما من القائمين عليه، لكون عمر هذا لم يعرف بالشريف انما عرف بالاطرف، فاطلق على عمر بن علي بن الحسين الذي كان يطلق عليه الاشرف تكريما، لنسبته الى فاطمة الزهراء.