الانفتاح السياسي للولايات المتحدة الامريكية تجاه العراق خلال ادارة الرئيس جيمي كارتر 1977-1981

الملخص

يعود اهتمام الولايات المتحدة الامريكية بالعراق الى نهاية القرن التاسع عشر ابان الحكم العثماني، بعد ان بدأت المصالح الامريكية تصل الى منطقة الخليج العربي وغرب اسيا، وبعد نهاية الحرب العالمية الاولى ورزوخ العراق تحت الاحتلال البريطاني جاءت مبادئ الرئيس الامريكي ولسن الداعية لحق تقرير المصير لتعطي صورة ايجابية لدى الشعب العراقي عن الولايات المتحدة في ذلك الوقت، وتوج الاهتمام الامريكي بالعراق من خلال اول تمثيل دبلوماسي امريكي في بغداد عام 1931، اعقب ذلك اندلاع الحرب العالمية الثانية وما تلاها من بدء الحرب الباردة التي جعلت من العراق وموقعه الاستراتيجي مثار اهتمام للولايات المتحدة للحفاظ على المصالح الامريكية في الخليج العربي ومن ذلك الحين استمرت العلاقات بين البلدين حتى قيام اسرائيل عام 1948 اذ بدأ التوتر يطغى على العلاقات بسبب الدعم الامريكي لها، واسهمت عوامل في نمو ذلك التوتر منها حرب عام 1948 واستمرار الدعم الامريكي لاسرائيل حتى جاء عام 1967 ليشهد انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وبعد وصول الرئيس كارتر الى البيت الابيض عام 1977 ونظراً لتغير الظروف السياسية في المنطقة لاسيما بعد عقد اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل والتوجه العام للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط الداعية الى تهدئة الاوضاع في المنطقة خشية من اندلاع حرباً جديدة تستهدف اسرائيل على غرار ما حدث عام 1973، لتحاول الادارة الامريكية فتح القنوات الدبلوماسية مع الدول المعارضة لها وابرزها العراق فجاءت هناك محاولات جدية من رأس هرم الادارة الامريكية والدوائر الرسمية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، الا ان هناك ظروف استجدت في المنطقة ابرزها اندلاع الحرب العراقية الايرانية لتبوء تلك المحاولات بالفشل.