تطور الدلالة في كتاب الكشف والبيان للثعلبي( دراسة نموذجية)
الكلمات المفتاحية:
التفسير القرآن الكريم– الكشف والبيان – تطور الدلالة – السياق – الجري والانطباق.الملخص
في عالمنا المعاصر الذي انفجرت فيه العلوم والتكنولوجيا بشكل لم نشهده من قبل، تبرز مسألة تسليط الضوء على الجوانب الدلالية للكتب التفسيرية بشكل خاص، ويُعد كتاب "الكشف والبيان" للثعلبي من بين هذه الكتب التفسيرية التي لا تزال تحمل تأثيراً كبيرًا على التفكير والفهم الإنساني، ومن اهميته البالغة كونه من اقدم التفاسير وكان تأليفه في القرن الرابع الهجري ويعتبر هذا التفسير هو الوتد الذي اعتمده المفسرون في كتبهم التفسيرية وللدلالة وقع واضح في تفسير القرآن الكريم إذ ان الفهم الصحيح للآيات القرآنية هو الفهم الصحيح للاسس الدلالية الذي يقوم عليها . وتعد هذه المقالة محاولة لاستكشاف عمق وأهمية هذا الكتاب من منظور الدلالة . نحن هنا سنتناول كيف أثر القرآن الكريم في تغيير وتطور معاني الألفاظ في هذا العمل التفسيري البارز وسنستعرض كيف تُظهر دراسة الدلالة في هذا الكتاب تحول المفاهيم والأفكار على مر الزمن، وكيف أنها تسهم في فهم أعمق للتفاعل بين تفسير الآيات ودلالة الالفاظ .
اعتمدت هذه الدراسة بشكل رئيسي على المنهج الوصفي التحليلي، حيث تتعدد وتتفاوت معاني الكلمات والتراكيب اللغوية بناءً على المستوى اللغوي الذي يتم النظر من خلاله. ويتجلى هذا التعدد بتأثير الأصوات والمعاني والصياغات اللغوية والنحوية بالإضافة إلى السياق الذي توضع فيه الكلمات. وعليه، يمكن ملاحظة أن التفسيرات والمعاني تتنوع وتتباين بناءً على التراكيب المختلفة واستخداماتها في النصوص، مما يضفي عمقًا على التحليل اللغوي ويتيح فهماً أوسع للأبعاد اللغوية والمعنوية. وهذه التفاوتات في الدلالات لها تأثير كبير على فهم المعاني الشاملة للكلمات والجمل، وخاصةً مع تبني بعض الباحثين لمنهج الأسلوبية وبدء تطبيقه. ويجدر بالذكر أن كتب التفسير تتنوع في مدى اهتمامها بهذه الدلالات، حيث تتراوح ما بين الإشارات السريعة للسابقين والدراسات الدقيقة في الأوقات الأخيرة، وهذا يعزى إلى تأثرها بالمنهج الأسلوبي الجديد الذي يمثل بالفعل إحدى الآثار الهامة لإشارات السلف في هذا المجال.