استدعاء الشخصيات القرآنية في الشعر الیمني المعاصر

الملخص

استوحی شعراء الیمن من معاني القصص القرآنیة وأحداثها لربطها بتجاربهم الشعرية، مما أضاف لشعرهم بُعدًا مميزًا من القوة والتأثير. كان الشعراء اليمنيون يتقنون اختيار القصة التي تساعدهم على تعزيز رؤيتهم الفنية، حيث اقتربوا من القصة القرآنية بالإشارة إليها، أو التلميح لها، أو ذكر جزء منها، أو تحويلها، دون الوقوع في السرد المفصل، مما خلق للقارئ فرصة لخلق صور فنية، وهو ما جعله يعود بخياله إلى القصة التي استخدمها الشاعر ليقارن بين القصة القرآنية والشكل الفني الذي يعتمده في شعره ليخدم مضمونًا فنيًا جديدًا. شعراء اليمن استوعبوا القيمة الفنية والجمالية في توظيف قصص الأنبياء القرآنية في أعمالهم الشعرية، مدركين تأثيرها العميق على القارئ. تحتوي هذه القصص على مفاهيم غنية تمتزج بشكل متميز في الشعر، مما يضيف له عمقًا لا يمكن تحقيقه بالجمل العادية، مما يعزز العنصر الفني للشعر بشكل عام. وقد قمنا فی هذا البحث بدراسة الشخصیات القرآنیة فی الشعر الیمنی المعاصر لما تتمتع هذه الدراسة من أهمیة وبالترکیز علی المنهج الوصفی التحلیلی وتشیر نتائج الدراسة إلی أنه وجد شعراء اليمن في القصة القرآنية دعمًا للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، إذ استوحوا معانيها وأحداثها ليربطوها بتجاربهم الشعرية، مما أضاف لشعرهم بُعدًا مميزًا من القوة والتأثير. شخصية النبي يوسف عليه السلام من الشخصیات التی وردت فی الشعر الیمنی المعاصر اکثر بکثیر من بقیة الأنبیاء علیهم السلام؛ وقصة النبي موسى (عليه السلام) هي واحدة من القصص التي تحظى بمكانة كبيرة في القرآن الكريم، وتضمن قصة سليمان مع النمل واحدة من القصص القرآنية التي اعتمدها بعض شعراء الیمن المعاصرین فی شعرهم.  فأغلب القصائد التي تناولت الرسول (صلى الله عليه وآله) ضمن ما يُعرف بـ "قصائد الئمديح النبوي وغالبا ما استخدم شعراء الیمن المعاصرون حادثة الإسراء والمعراج للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي ذكرها القرآن الكريم في سورة الإسراء وهناک شخصيات فی الشعر الیمني المعاصر غَیرُ شخصيات الأنبياء والأوصياء، ومنها شخصیة السيدة مريم العذراء (عليها السلام)  وشخصیةالسيدة أم موسى (عليها السلام) کما أن الشعر الیمنی المعاصر لا یخلو من الشخصیات السلبیة  ومن هذه الشخصیات السلبیة هی الشيطان  ويأجوج ومأجوج وقوم "عاد" و "ارم ذات العماد" وحمالة الحطب.