التحليل السياسي والديني لزخارف ورموز العملات الساسانية

الملخص

     تعتبر العملات المعدنية من الوثائق المهمة والقيمة في مختلف العصور التاريخية , إذ لا يقل اهميتها عن اهمية النقوش والمنحوتات الحجرية من الناحية التاريخية , فالعملات المعدنية  ومن خلال الرموز والزخارف والعلامات التي تحتويها يمكن ان تبين لنا الاوضاع السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت  سائدة آنذاك في عصرها، وفي الواقع ان  اغلب العملات الساسانية  كانت تحتوي على صور ورموز وزخارف وعلامات مختلفة مثل تيجان الملوك , ألقاب الملوك, صور  النار ,مواقد النار ,القمر والنجوم والشمس والالهة (اهورامزدا واناهيتا ومهر )، والتي كانت تعّبر بطريقة او اخرى عن الأفكار السياسية والدينية للملوك الذين حكموا الدولة آنذاك، فالعلامات والرموز على العملات المعدنية لم تكن ثابتة دوما وانما كانت تتغير بتغير الاوضاع والظروف , حيث كانت تحذف بعضها اثناء الهزيمة في الحروب وتضاف اليها رموز والقاب جديدة اثناء الانتصار في الحروب,  فخلال الفترة الساسانية، احترم الملوك الساسانيون النار وعبدوها كرمز لأهورا مزدا, وبسبب حبهم الكبير وتمجيدهم للإله مهر، كانوا يطالبون دائمًا بنقش النار والمسؤولين عن الحفاظ عليها على العملات المعدنية التي سكت بأسمائهم .

      وفي بحثنا ادناه سندرس بشيء من التفصيل العملات الساسانية بطريقة ومنهجية جديدة وذلك من خلال تحليل العلامات والزخارف والرموز السياسية والدينية الموجودة عليها ، وتبيان ما هو الغرض منها ومحاولة معرفة العلاقة بين  الرموز والعملات الموجودة على هذه العملات مع اهداف الملوك الساسانيين السياسية والدينية التي سعوا الى تحقيقها خلال فترات حكمهم , وفي الواقع ان تلك الرموز والزخارف والعلامات كان بعضها تعبر عن أيديولوجية الملوك الساسانيين  في إدارة الدولة واكتساب شرعية الحكم ، حيث عدّو انفسهم ظل الله على الارض وجعلوا انفسهم على قدم المساواة مع الآلهة مثل أهورا مزدا وأناهيتا.