الادارة الصفوية في العراق (1508-1534) دراسة تاريخية

الملخص

  بحثت دراسة الادارة الصفوية في العراق في العهد الصفوي الاول (1508 - 1534) اوضاع العراق السياسية والادارية والاقتصادية في مدة السيطرة الصفوية الاولى على العراق ، كان العراق قبل هذا الاحتلال يعاني من السيطرة الاجنبية منذ سقوط بغداد عام 1258 م  من قبل المغول بقياده هولاكو وتوالت القوى الاجنبية في  السيطرة على العراق وصولا الى عام 1508 م إذ بسطت  الدولة الصفوية سيطرتها على العراق ، كان للاحتلال الصفوي للعراق دوافع عديده منها السياسية والاقتصادية واهمها الدينية كون الدولة الصفوية كانت بحاجة  الى اخفاء نوع من الشرعية  الدينية على حكمها بسيطرتها على المدن المقدسة في العراق .

تميزت السيطرة الصفوية  بصبغة دينية طائفية وذلك لأنها تبنت سياسة نشر المذهب الشيعي وتبنت فكرا سياسيا لمواجهة خصومها السياسيين لاسيما العثمانيين والمماليك وغيرهم من الدول والمماليك الاسلامية من الناحية السياسية شهد العراق العديد من الاحداث السياسية اثناء السيطرة الصفوية منها قضاء الصفويين على جميع القوى داخل العراق وعملوا على اخضاعها لسيطرتهم سواء بالطرق السلمية أو العسكرية.  اداريا بقي العراق على النظام الاداري  الذي كان عليه اثناء سيطرة القوى التي سبقت الصفويين ولم يكن للصفويين نظام اداري واضح وثابت لإدارة المناطق التي تخضع لسيطرتهم، نتيجة لحداثة تأسيس الدولة  واهتمامها بالجوانب العسكرية  والسياسية، لذلك ابقت على التنظيم الاداري الذي كان سائد قبل سيطرتهم على العراق، اقتصاديا عملت الدولة  الصفوية على فرض الضرائب على مجمل النشاطات الاقتصادية  و الزراعية،  وعلى الاراضي لسد النفقات السياسية و العسكرية في العراق، ولعل اهم ما ميز السيطرة الصفوية في العراق اهتمامها بالجانب الديني، وتعميرها لأضرحة  ائمة ال البيت عليهم السلام في مدن الكاظمية وكربلاء والنجف، لم تكن السيطرة  الصفوية على العراق مستقرة بسبب الصراع مع العثمانيين لذلك شهدت المدة ( 1527 - 1530)، حركه ذو الفقار الذي اعلن انضمامه للدولة العثمانية وبعد أن قضت  الدولة الصفوية على الحركة قامت الدولة العثمانية بحملة عسكرية  بقياده السلطان سليمان القانوني عام 1534 وضمت العراق الى ممتلكاتها وانهت السيطرة الصفوية الاولى على العراق .