الثنائيات الضدية في شعر طلال الجنيبي

الملخص

تعد الثنائيات الضدية واحدة من أهم القضايا النقدية في العصر الحديث فقد أولت أهمية بالغة من لدن النقاد والمنظرين لذا أخذت هذه الدراسات في الاتساع على الرغم من عدم اتفاق القدماء عليها واختلافهم بين حدوث الأضداد وعدمه في اللغة، وتعد هذه الثنائيات تقنية فنية طالما استخدمها الشاعر الاماراتي طلال الجنيبي، فقد شكلت بنية أسلوبية موضوعها الأساس هو التضاد، ووظيفتها الرئيسة هي تحقيق الدهشة لدى المتلقي من خلال كسر توقعاته، وتفصح عن نفسها من دون أن تذكر صراحة، بل يلجأ القول المفارق إلى التلميح والإشارة، هذا وقد توصلت الدراسة إلى نتائج عدة لعل أهمها: تشكل الثنائيات الضدية ملمحاً أسلوبياً مهماً في شعر طلال الجنيبي إذ كشفت الدراسة عن جماليات توظيف الثنائيات الضدية عند الشاعر وذلك من خلال تتبع الثنائية الذاتية (الأنا و الاخر) والثنائية المكانية (القريب والبعيد) والثنائيات الوجودية (الحضور والغياب والحياة والموت)، كما وقد كشفت الدراسة قدرة الشاعر على استثمار اليات اللغة المختلفة على مستوى الدلالة الصوتية والدلالة النحوية والدلالة المعجمية، وهذا التوظيف أكسب نصوص الجنيبي طاقة تعبيرية هائلة غذت الثنائيات الضدية لديه. كذلك أحسن الشاعر طلال الجنيبي في توظيف تقنيات اللغة التي كشفت عن الثنائيات الضدية وهذا ما وجدناه عندما أحسن في توظيف الرمز، والطبيعة والتجسيد والتجسيم، وتراسل الحواس. وقد اعتمدت هذه الدراسة في خطتها على المنهج الوصفي التحليلي للوصول إلى أهدافها المنشودة، فالوصف يأخذ على عاتقه عرض الظاهرة اللغوية الفنية القائمة على أساس المفارقة اللفظية أو المعنوية أما التحليل فهو محاولة في تتبع الثنائيات الضدية في نصوص الشاعر الجنيبي، والكشف عن مكنون دلالاتها الضدية سواء أكانت لفظية مثل الليل والنهار، أو معنوية وهي ما يتعلق بالدراسات الاجتماعية مثل الأنا والاخر، القرب والبعد، الموت والحياة، وغيرها.