اثر حرب اليمن على الصراع الامريكي السوفيتي 1962-1965

الملخص

تعد الثورة اليمنية التي اندلعت في 26 ايلول 1962 من اهم الثورات التي شهدتها المنطقة العربية، وتنبع اهمية تلك الثورة كونها شكلت تهديداً مباشراً للمصالح الامريكية في منطقة الجزيرة والخليج العربي، اذ بات حلفاء الثوار اليمنيين من مصر والاتحاد السوفيتي على مقربة من المصالح الامريكية في المملكة العربية السعودية، كما شهدت تلك الثورة تدخلاً سوفيتياً مباشراً من خلال الدعم بالاسلحة والمعدات والمستشارين سواء كان ذلك عن طريق مصر او بشكل مباشر كما حدث بعد زيارة عبد الله السلال الى موسكو واستحصاله الدعم المباشر، وازدادت من الوجود السوفيتي في المنطقة، بالمقابل زادت الولايات المتحدة من اجراءاتها لحماية مصالحها لاسيما في المملكة العربية السعودية بعد الاتفاقية بين الطرفين والتي اعادت الوجود الامريكي الى الاراضي السعودية، تم استخدام المنهج التحليلي لدراسة اثر حرب اليمن على الصراع الامريكي السعودي، كما تم التوصل الى بعض النتائج والتي بينت ان الحرب كانت جزءاً لا يتجزأ من انتقال الحرب الباردة الى المنطقة العربية، وتوصل الباحث الى بعض التوصيات والتي منها التركيز على دراسة تاريخ المنطقة العربية ابان الحرب الباردة، فضلاً عن التركيز بان الصراع اليمني والذي ذاق الشعب منه الويلات لم يكن الا حلقة من حلقات الحرب الباردة وتنافس دولي دفع ثمنه الشعب اليمني والدول الداعمة مثل مصر والمملكة العربية السعودية، اذ كان ذلك الصراع هو احد اسباب الانتكاسة التي تعرض لها العرب امام الكيان الصهيوني في حرب عام 1967، واثرت على طبيعة العلاقات العربية-العربية لما شهدته من انقسامات حادة بين الزعامات لاسيما تلك التي حدثت بين مصر والمملكة العربية السعودية والتي وصلت الى حد قصف القوات المصرية للاراضي السعودية، كل ذلك كان بسبب تدخل القوتين الكبيرتين في المنطقة وهما الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي.