القيم الخلقية وأثرها فـي كتاب ( زواهر الفكر وجواهر الفِقَر ) لأبي العلاء ابن المرابط ( ت663هـ ) قيمة الوفاء والشوق أنموذجاً، دراسة تحليلية

الملخص

لقـــــــد طبع الله تعالى النفس الإنسانية على قيم ومبادئ بعضها جاءت عن طريق الفطرة والسليقة السليمة والبعض الأخر اكتسبت عن طريق مجالسة الكــــــــرام وأخذ العبر والقيم الصحيحة من هذه الحياة، إذ يعد الوفاء والشوق من القيم الخلقية التي عبرت عن سجايا الإنسان ومعرفة ما بداخله من نوازع أدبية وخلقية، فكانت تتمتع برهافة الحس والخلق الرفيع، فقد كان بحثي هذا بعنوان ( القيم الخلقية وأثرها في كتاب زواهر الفكر وجواهر الفِقَر لأبي العلاء ابن المرابط ( ت 663هــ ) قيمة الوفاء والشوق أنموذجاً. دراسة تحليلية )، وقد تطلب ذلك عدة أمور تناولتها في بحثي هذا، تقدمهما التمهيد ومن ثم تعريف الوفاء والشوق لغةً واصطلاحاً، وبعد ذلك إضاءة بسيطة عن كيفية تناول الشاعر الأندلسي لقيمة الوفاء والشوق، وبعدها بيان أهمية تلك القيمة في كتاب زواهر الفكر وجواهر الفِقَر، إذ تمتع شعراء وكتّاب الزواهر بلغة شعرية مميزة ذات طابع فني وحسي يحاكي ما حوله من القضايا الأدبية منها الوفاء الشوق للحبيبة والوفاء للوطن والحنين إليه وكذلك الوفاء للوزارة العصامية التي كانت المنطلق الأدبي والمعرفي والديني والخلقي والمعيار الصحيح الذي كان يسير على خطاه شعراء الزواهر، إذ كانوا يستمدون من منهجها القويم دروساً وعبر في مختلف القيم والاتجاهات الأدبية المختلفة، وكان للامتزاج الثقافي ما بين اللغة العربية والمشرقية دوراً بارزاً في صقل المواهب والقدرات الأدبية لشعراء الزواهر، إضافة إلى ذلك كان لتلك القيمة خصوصية في الشعر الاندلسي بصورة عامة وشعراء الزواهر على وجه الخصوص، نتيجة الغربة والفراق والابتعاد عن الوطن بسبب السياسات القمعية التي طالت بلاد الأندلس وكان تأثيرها سلبياً على كتّابها وشعرائها مما دفعهم إلى الهجرة والابتعاد عن الوطن، وكان هاجس الوفاء والشوق يلازم أرواحهم الموجوعة ويكابر جراحاتهم، وأعقب كل ذلك خاتمة ثم الهوامش ومن ثم المصادر .