مسجد باب مردوم في طليطلة( تخطيط وعمارة )

المؤلفون

  • وفاء كامل عبيد
  • رفاه جاسم السامرائي

الكلمات المفتاحية:

مسجد – كنيسة – مدجن – عقود – قبة – حنية – آجر – مفصص – قبوات – حجر- كوابيل

الملخص

يعد هذا المسجد من اهم آثار العمارة الدينية الباقية في مدينة طليطلة لان المساجد التي كانت موجودة في ارجاء المدينة اندثرت ولم يتبقى منها الا آثار قليلة لا يمكن ان نتعرف من خلالها على الطراز العماري لمساجد المدينة وطرق تسقيفها وانواع الزخارف المنفذة عليها . سمي مسجد باب مردوم بهذا الاسم نسبة الى باب مجاور له مازال قائماً يعرف بباب مردوم ،بعد سقوط المدينة سنة (478هـ / 1085م ) وتحويل المسجد الى كنيسة اطلق عليه اسم كريستو دي لا لوث ، يعلو واجهت المسجد افريز كتابي نصه : (( بسم الله الرحمن الرحيم أقام هذا المسجد أحمد بن حديدي من ماله ابتغاء ثواب الله ، فتم بعون الله على يدى موسى بن على البناء وسعادة . فتم في المحرم سنة تسعين وثلاثمائة )) تتالف هذه الكتابة من قطع آجرية بارزة على واجهة المسجد في افريز يقع بين صفين من الافاريز المسننه البارزة ، والمسجد صغير لايتجاوز طول كل ضلع منه ثمانية أمتار مشيد من حجر الجرانيت والآجر، كان مسجداً ثانوياً بالمدينة بعد استرداد طليطلة وهبه الفونسو الثامن لاحدى الجمعيات الدينية ثم أضيف اليه بعد ذلك من ضلعه الشمالي الشرقي رأس على هيئة حنية على الطراز المدجن، يتألف المسجد من تسع أساطين تقسمها أربعة أعمدة ، ترتكز عليها اثنا عشر عقداً متجاوز ، تنفتح في الشمال الشرقي للمسجد ثلاثة عقود متجاوزة تفضى الى البهو، تعلوها ستة عقود متجاوزة يتناوب في سنجاتها اللونان الأبيض والأحمر على نفس نظام عقود المسجد الجامع بقرطبة ، وقد تعرضت هذه الواجهة لعدة اصلاحات ، أما الواجهة الجنوبية الغربية هى الرئيسية ،تطل على الطريق المؤدي لباب مردوم بثلاثة عقود أخرى في أعلاها النقش الذي أشرنا اليه الذي يتفق أسلوبه مع تقاليد البناء العباسية العراقية ، ونظام التقبيب في المسجد قائم على تقاطع الضلوع المتجاوزة في صور مختلفة ,ان العقود والقبوات في مسجد طليطلة تعرض تطوراً لقباب جامع قرطبة والفارق بينهما أن قباب مسجد طليطلة تصور اتجاهاً زخرفياً وعمارياً وهما ما أولع بهما أهل الأندلس . فلم يفكروا فيما يمكن أن تؤدى اليه هذه الابتكارات من ثورة هائلة في فن العمارة كما فكر فيها فنانو العمارة القوطية الذين أفادوا من فكرة تقاطع العقود المتجاوزة والزخارف المنفذة عليها ، لذلك يعد مسجد باب مردوم انموذجاً مثاليا مهماً يوضح لدارسي فن العمارة المدجنة التناسق بين العمارة الاسلامية والمسيحية بعد حروب الاسترداد من قبل المسيحين الاسبان ، ونموذجاً دينيا تسير عليه المباني الدينية لاحقا.  

التنزيلات

منشور

2024-04-30