حادثة سُم الإمام الحسن عليه السلام (دراسة تحليلية)

الملخص

القصد من معالجة حادثة سُم الإمام الحسن عليه السلام ، هو الرغبة في التنبيه أن من وراء هذا الاستهداف هو رمزية الإمام الحسن عليه السلام التي تمثل عمق الإسلام بمبادئه وفكرهِ الغائر في عمق الوجود الإنساني، فالإسلام بدأ منذ وجود الإنسان فهو لم يكن وليدة الدعوة المحمدية المباركة وانما المصطفى صلى الله عليه وآله جاء ليختم تمام تبليغ الدين الحنيف دين الانبياء الذين سبقوه ، لذا قال صلى الله عليه وآله إنما بعثتُ لاتتم مكارم الاخلاق ، فالحسن عليه السلام رمزية إلهية لذلك البعد الخلاق والقيم الإنسانية التي يمثلها الدين الإسلامي فقتل الإمام الحسن عليه السلام يعني زوال تلك المبادئ ، واحلال فكر سياسي إسلامي يتناسب مع تطلعات بني أمية ، او المرحلة السياسية التي اختارتها تلك الفئة الحاكمة ومن ايدها ليؤسسوا الاسلام على وفق اهوائهم ، ومن اجل ذلك كان لابد من القضاء على فكرة محور الانسان الواحد لكل دور في الوجود ـــــ قاعدة الانسان الكامل ـــــ هذه الرمزية التي لا بد لها من استمرارية ارادة السماء. وبناءً على ذلك راح معاوية يضع الخطط للتخلص من الإمام الحسن واخيه الحسين عليهما السلام ،لان الامر لا يدوم له ولا لابنه بوجود الإمامين عليها السلام على قيد الحياة لأنهما يمثلان جوهر الدين وعظمة الدوحة المحمدية التي لا يمكن لأي مسلم أن يبتعد عنهما فالحق معهم أينما كانوا فالأمر محتوم بالنسبة لمعاوية أن لابد من الخلاص من الحسن عليه السلام أولاً بحياكة نسيج مقتله فبادر بمحاولات اغتياله ، فدس السم للحسن عليه السلام ثلاث وذُكِر في الاخيرة التي استعان بها بملك الروم لقتله والتي كانت فيها شهادته .